المواجهات في جنوب لبنان تُنذر بتطوّر خطير

قضايا عربية ودولية 2024/08/05
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط

مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية أعلن أمس الأحد حصيلة محدثة للغارة التي شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدة دير سريان، حيث ارتفع عدد شهداء الغارة إلى اثنين؛ بعد إبلاغ مستشفى النبطية بوفاة شهيد في الـ60 من عمره، نقل إليه متأثرًا بجراحه البالغة، بينما نفذ الطيران المعادي في ساعة متأخرة من ليل السبت على الأحد ، عدواناً جوياً عبر غارتين متتابعتين، استهدفتا منطقة المحمودية من جهة الوردية، ولم يعرف حتى الآن عن ماذا أسفر هذا الاعتداء من خسائر في الأرواح والممتلكات.
من جانبها، ذكرت القناة 14 الإسرائيلية، أنَّ "نحو 50 صاروخاً أطلقت من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى"، فيما كشفت مصادر إعلامية عن "انفجار صواريخ اعتراضية في أجواء قرى حدودية في القطاع الشرقي من جنوب لبنان"، لافتة إلى أنَّ "صفارات الإنذار متواصلة في مناطق عدة بالجليل الأعلى للتحذير من عمليات إطلاق صواريخ".
في السياق، أعلن الإعلام الحربي في حزب الله، في بيان أنه "دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة  ‏‌‏‌والشريفة، استهدف مجاهدو ‏‏‏‏المقاومة الإسلامية صباح يوم (أمس) الأحد التجهيزات التجسسية في موقع راميا بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة مما أدى إلى تدميرها"، كما أعلن الحزب في بيان له قصف المستعمرة الجديدة "بيت هلل" لأول مرة بعشرات صواريخ الكاتيوشا، وزف حزب الله صباح أمس الأحد أحد عناصره شهيدًا في مواجهاته المستمرة مع الجيش الصهيوني.
وفي ظل هذا التطور الخطير للأحداث وترقب رد حزب الله على عملية اغتيال قائده الجهادي الكبير (سيد محسن)؛ واصلت العديد من الدول حث رعاياها على مغادرة لبنان؛ حيث أفادت وزارة الخارجية الفرنسية في توجيهاتها إلى المسافرين إلى لبنان، بأنه "في سياق أمني متقلب جداً، نلفت مجدداً انتباه الرعايا الفرنسيين إلى أنه ما زال هناك رحلات تجارية مباشرة وغير مباشرة متوافرة إلى فرنسا، وندعوهم إلى اتخاذ تدابير الآن لمغادرة لبنان فور الإمكان".
 كما أعلن النّاطق الرّسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية سفيان القضاة، أنه "في ضوء التطوّرات الّتي تشهدها المنطقة، وحرصًا على سلامة المواطنين، تهيب وزارة الخارجيّة وشؤون المغتربين بالمواطنين عدم السّفر إلى الجمهوريّة اللّبنانيّة الشّقيقة في الوقت الرّاهن، كما تطلب من المواطنين الأردنيّين المقيمين والمتواجدين في لبنان مغادرة الأراضي اللّبنانيّة بأقرب وقت ممكن".
وفي موازاة ذلك، عاش اللبنانيون أمس الأحد الذكرى الرابعة الأليمة لانفجار مرفأ بيروت، على وقع تحديات جسيمة تنذر بانفجار لا تحمد عقباه، فقد أكد النائب ميشال المر معلقًا على ذلك: "في ذكرى الرابع من آب نجدد المطالبة بالعدالة لتستكين أرواح الشهداء ونفوس ذويهم. نطالب الجميع بصحوة ضمير كي لا يتحول الوطن إلى ذكرى"، بينما طالب رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي شارل عربيد، باستكمال التحقيق في أسباب انفجار المرفأ بقوله: "4 آب، في هذه الذكرى الأليمة نسترجع شريط المآسي ومشاهد الدمار التي تركت وطننا جريحًا وعاصمتنا مدمّرة. نتمسك بضرورة استكمال التحقيق من أجل العدالة وإحقاق الحق لأرواح الضحايا والجرحى. وليبقى
لنا وطن".