بيروت: جبار عودة الخطاط
حالة حبس الأنفاس بانتظار رد حزب الله على عملية اغتيال القيادي فؤاد شكر والرد الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، لم تقتصر على جنوب لبنان؛ بل امتدت إلى المنطقة برمتها، وكثّف حزب الله من عملياته العسكرية النوعية ضد المواقع الصهيونية صباح أمس الاثنين، فيما أفاد موقع “واللا” عن “حالة استنفار قصوى على حدود إسرائيل مع لبنان”.
فالمشهدية على حدود لبنان الجنوبية مع فلسطين المحتلة تبدو مرشحة بقوة أمام تطورات عسكرية خطيرة، قد تصل إلى حرب شاملة، ربما تصل بنذرها إلى مساحات إقليمية أوسع، بينما نقل موقع “واللا” الإسرائيلي عن مصادر إسرائيليّة، “أنّ ضربة غير متناسبة من قبل طهران ومن لبنان واليمن، ستؤدّي لمهاجمة أهداف في عمق إيران واليمن ولبنان”، وأفادت المصادر أنّ “الجيش الإسرائيلي يستعدّ لهجمات غير مسبوقة على قواعده بطائرات مسيّرة وصواريخ”، موضحةً أنّ “الجيش الإسرائيلي يتأهّب لهجمات على أهداف من المنطقة الحدودية إلى حيفا وتل أبيب، وتدمير بنى تحتيّة، وأفاد الموقع الإسرائيلي، عن “حالة استنفار قصوى على حدود إسرائيل مع لبنان”، موضحاً أنّ “قائد القيادة الشمالية أوري جوردين يستعرض الجبهة الداخلية”. بينما أكدت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أن “وحدات الاحتياط في جميع أنحاء إسرائيل وخاصة في الشمال في حالة تأهب قصوى”، ونقلت “معاريف” عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، قولهم “أعيننا على الأرض وليست بالسماء ونستعد لمحاولات تسلل وسيناريوهات غير متوقعة”. على الضفة الأخرى، نقل مصدر إعلامي خليجي عن مصدر سياسي رفيع المستوى “تعليق مساعي اللجنة الخماسية لانتخاب رئيس للجمهورية بسب ما تشهده الساحة اللبنانية من تطورات ميدانية بين لبنان وإسرائيل، خصوصا أن الأجواء توحي بحرب بين البلدين”.
كاشفاً، عن أن “دول اللجنة الخماسية وخصوصا الولايات المتحدة الأميركية تعمل على تطويق تداعيات ما يحدث (في جنوب لبنان) على أن يبقى ضمن قواعد الاشتباك مهما تجاوز الأفرقاء الخطوط الحمر بينهم، باعتبار أن أي حرب موسعة ستدخل المنطقة في قلق وإرباك، وربما تمتد شظاياها إلى العديد من الدول المرتبطة بمحاور إقليمية”.
وتواصلت دعوات الدول لرعاياها بمغادرة لبنان في ضوء تطور الأوضاع وتأزمها، حيث أفادت وكالة “رويترز” بأن وزارة الخارجية اليابانية أصدرت تحذيراً حثَّت فيه اليابانيين في لبنان على المغادرة.
إلى ذلك، لوحظ صباح أمس الإثنين، تصاعداً مكثفاً في عمليات حزب الله ضد المواقع الصهيونية في الجليل شمال فلسطين المحتلة حيث أعلن الحزب في بيان له، “استهداف ثكنة راميم بقذائف المدفعيّة”. وأعلن الحزب أيضاً استهداف “موقع المالكية بِمسيرة هجومية انقضاضية فأصابت أهدافها بِدقة”، كما أعلن الحزب شنَّ هجوم جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية على مقر قيادة الفرقة 91 المُستحدث في ثكنة إيليت، مُستهدفةً أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها وأصابتها بشكلٍ مباشر وأوقعت فيهم عدداً من القتلى والجرحى، وزف حزب الله، شهيداً من بلدة ميس الجبل.
في الغضون، نفذ الجيش الإسرائيلي أعمال تمشيط بالأسلحة الرشاشة مستهدفاً قرية الوزاني جنوب لبنان وقد طالت نيرانه إحدى مزارع الأبقار ما أدى إلى نفوق عدد منها فضلاً عن أضرار في الممتلكات.
بدوره، أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان أن “الغارة الإسرائيلية التي وقعت في محيط جبانة بلدة ميس الجبل أدت إلى استشهاد شخصين بينهم مسعف في كشافة الرسالة الإسلامية”.