طهران: لا يحق لأحد منعنا من الرد على انتهاك سيادتنا

قضايا عربية ودولية 2024/08/06
...

 طهران: محمد صالح صدقيان

أفادت الولايات المتحدة بنجاح أكبر عملية تبادل للسجناء بين روسيا والغرب منذ حقبة الحرب الباردة في وقت سابق يوم الخميس الماضي، حيث تم إطلاق سراح 24 شخصاً في المجمل. وقال البيت الأبيض إن 16 سجيناً أطلِق سراحهم من روسيا، وهم الآن في طريقهم إلى أوروبا والولايات المتحدة، من بينهم مراسل وول ستريت جورنال إيفان غيرشكوفيتش.

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني، ناصر كنعاني، أمس الاثنين، إن طهران تعتبر حقها في الدفاع عن أمنها القومي والسيادة وسلامة أراضيها، حقا حاسما غير قابل للنقاش، وذلك ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، إسماعيل هنية، في مقر إقامته في طهران.

وشدد في مؤتمر صحفي أسبوعي على أنه “لا يحق لأحد أن يشكك في حق إيران القانوني في معاقبة المعتدي وخلق الردع ضد الكيان الصهيوني» . وتابع: “نحتفظ بحقنا في الدفاع عن أمننا الوطني وسيادتنا على أراضينا، ولا يحق لأحد أن يمنع إيران من حق الرد على من ارتكب انتهاكا ضدها”، وفقا لوكالة أنباء “مهر” الإيرانية.

وأشار إلى أن “مثل هذا العمل الآثم والجبان من جانب النظام الصهيوني، لا يؤثر في عزيمة وإرادة الشعب الفلسطيني في مواصلة النضال والجهاد من أجل تحرير فلسطين”، مضيفا: “هذا العمل الإرهابي يعد انتهاكا للقانون الدولي، وعلى العالم أن يندد بالإرهاب، ويتخذ إجراءات لمحاسبة الكيان الصهيوني». وشدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، على أن “دماء إسماعيل هنية الطاهرة، ستعزز إرادة الشعب الفلسطيني المظلوم، وكل طالبي الحرية في مواصلة النضال ضد نظام الاحتلال الصهيوني، والنضال من أجل تحرير فلسطين».

وأكد أن “إيران لا تسعى إلى تصعيد التوتر في المنطقة”، مشيرا إلى أن “الكيان الصهيوني الغاصب هو مصدر التصعيد للتوترات في المنطقة، ورفض كل الجهود المبذولة في المنطقة لإرساء الاستقرار في المنطقة» . وأضاف أن “إيران ليست في حاجة لإرسال رسالة إلى أمريكا، بل يجب على الولايات المتحدة أن تقوم بواجباتها، وأن تستخدم قوتها لوقف الكيان الصهيوني، لأن هذا الكيان لا يقوم بأية أعمال مغامرة من دون الحصول على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة».

وكانت حركة “حماس” الفلسطينية وإيران، قد أعلنتا صباح يوم الأربعاء الماضي، نبأ اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، في غارة إسرائيلية استهدفت مقر إقامته بطهران، عقب مشاركته بحفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان. وحمّلت الحركة إسرائيل والولايات المتحدة مسؤولية مقتل هنية، وقالت إن “الهجوم لن يمر من دون رد». في غضون ذلك، تعتزم الولايات المتحدة الأميركية تعزيز مخزون الذخيرة الإسرائيلي، إذ كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن خطط أميركية لإمداد إسرائيل بقنابل MK-83 التي تزن نصف طن. وذكرت مصادر إعلامية، أنه في ظل التوترات الناتجة عن عملية  اغتيال إسماعيل هنية في طهران، وكذلك توعد “حزب الله” بالانتقام لمقتل قائده العسكري الأعلى فؤاد شكر، تعزز الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل، كما ستنشر واشنطن أسطولا كبيرا من السفن الحربية والطائرات المقاتلة وأنظمة الدفاع في المنطقة. وأضافت الصحيفة أن الإدارة الأميركية رفعت القيود المفروضة على إمداد إسرائيل بقنابل  MK-83، مشيرة إلى أن هذا القرار جاء قبل التصعيد الأخير، علمًا بأن هذه الذخائر قد تم حجبها سابقًا لعدة أشهر، حتى قبل اندلاع الصراع الحالي.

إلى ذلك، وصل إلى طهران، أمس الأحد، سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي سيرغي شويغو، لإجراء مباحثات تتعلق بالتطورات الإقليمية والدولية، في الوقت الذي تنشط فيه الدبلوماسية الإيرانية بعرض وجهة نظرها بشأن عملية اغتيال إسماعيل هنية في طهران، قبل ردها لمعاقبة الكيان الإسرائيلي لما تعتبره انتهاكا لسيادتها . 

وأجری سيرغي شويغو مشاورات مع نظيره الإيراني علي أكبر أحمديان تتعلق بدراسة التطورات الإقليمية والدولية، وبحث آلية تعزيز علاقات التعاون بين البلدين . 

وقالت المصادر الإيرانية إن شويغو سيلتقي خلال زيارته الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.