منحنى خطير

الأولى 2024/08/07
...

 كتب: رئيس التحرير

العراق، بحكم موقعه الجغرافيّ والسياسيّ، في قلب منطقةٍ لم ينحسرْ عنها هبوب العواصف على الدوام، لكنَّ العاصفة التي ننتظرها هذه الأيام هي الأقسى والأخطر، وتبدو خلاصة مرعبة للأعاصير التي عصفتْ بنا منذ عقود.
ولم يمرّ على العراق وقتٌ هو أحوج فيه إلى الدقة في اتخاذ القرار وضبط القوى المتنافرة، كما يحدث في هذا الوقت، لأنَّ تركيبة عناصر الأزمة معقّدة للغاية، فمع أنَّ علاقة العراق بالولايات المتحدة لها خصوصيَّة وحساسيَّة استثنائيتان، إلّا أنَّ علاقتنا بإيران تحكمهاـ بالإضافة إلى الدين الواحد والتاريخ المشتركـ علائق اقتصاديَّة وسياسيَّة هي الأبرز من بين علاقاتنا مع أيَّة دولة أخرى. ومع كلِّ ذلك فإنَّ العراق تمكّن في مناسبات كثيرة من أنْ يكون أداة وصل بين متنافرين، وقنطرة التقاء بين الغريمين. فهل أنَّ اتساع الأزمة في هذه اللحظة وبلوغها منحنى خطيراً للغاية، يسمح للعراق بالمحافظة على دوره التقليديّ في كونه بقعة سلامٍ بين خندقين؟
معضلات كثيرة، لكنّها أخفّ وطأة، واجهت حكومة السيد محمد شياع السودانيّ واستطاع أنْ يأخذ على عاتقه نزع فتيلها وتهدئتها مدفوعاً برغبته الصادقة في أنْ يظلَّ العراق عامل استقرار وتوازنٍ، وأنْ تكون المصلحة العليا للبلد هي الحاكمة على كلِّ قرار ممكن. ومن البديهيّ أنَّ مصلحة العراق تكمن في إحلال السلام وخلق بيئة ملائمة للازدهار على الصعد كافة.
والحكمة العراقيَّة ستنتصر هذه المرّة أيضاً بتكاتف جميع القوى العراقيَّة الفاعلة.