إدانة واسعة لـ {مجزرة الفجر» بحقِّ المصلين في غزّة

قضايا عربية ودولية 2024/08/11
...

 القدس المحتلة: وكالات
 القاهرة: إسراء خليفة

ارتفع عدد ضحايا مدرسة التابعين بمنطقة حي الدرج (وسط مدينة غزّة) فجر أمس السبت إلى أكثر من 100 شهيد وعشرات المصابين والمفقودين، في واحدة من كبرى المجازر التي شهدها قطاع غزّة في الأسابيع الأخيرة. وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة بأنَّ القصف الإسرائيلي على مدرسة التابعين أسفر عن مذبحة راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد وعشرات الإصابات.
وأضاف المكتب، في بيان، أنَّ جيش الاحتلال قصف النازحين بشكل مباشر في أثناء تأديتهم صلاة الفجر، مما رفع أعداد الشهداء بشكل متسارع، في حين ذكر شهود عيان أنَّ القصف بدأ عقب تكبيرة الإحرام مباشرة، وأشار المكتب الإعلامي إلى أنه من هول المذبحة وعدد الشهداء الكبير، لم تتمكن الطواقم الطبية والدفاع المدني وفرق الإغاثة والطوارئ من انتشال جثامين جميع الشهداء حتى الآن.
وقال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزّة إسماعيل الثوابتة: إنَّ الاحتلال الإسرائيلي قصف مدرسة تؤوي نازحين بـ3 صواريخ يزن كل واحد منها ألفي رطل من المتفجرات. وأكد أنَّ جيش الاحتلال كان يعلم بوجود النازحين داخل المدرسة، وأنَّ رواية الجيش الإسرائيلي لما حدث مليئة بالأكاذيب والمعلومات المزيفة، وأنه يسعى من خلال بياناته الزائفة تبرير جرائمه في حق شعبنا.
من جهته، قال الناطق باسم الدفاع المدني في غزّة محمود بصل، إنَّ الاحتلال الإسرائيلي قصف مدرسة التابعين في حي الدرج بـ3 صواريخ في مجزرة بحقّ نازحين كانوا يؤدون صلاة الفجر في المدرسة. وأضاف أنَّ القصف أدى إلى استشهاد قرابة 90 % ممن كانوا يؤدون الصلاة، كما أنَّ الإصابات معظمها بليغة جداً. وأشار إلى أنَّ الاحتلال استهدف 13 مركزاً لإيواء النازحين منذ بداية الشهر الحالي، وطالب العالم بالتدخل الفوري لوقف المجازر ضد المدنيين العزّل في مراكز الإيواء.
وبحسب مصادر ميدانية، فإنَّ المدرسة كانت تؤوي أكثر من ألفي نازح من مختلف مناطق القطاع. وهو خامس مركز للإيواء تقصفه قوات الاحتلال خلال أسبوعين تقريباً. وأضافت المصادر أنَّ جثامين الشهداء أحرقت وتناثرت إلى أشلاء متفحمة تتكدس في منطقة المصلى، وتناثر بعضها في فناء المدرسة، بسبب قوة القصف الذي استهدفهم في أثناء أدائهم صلاة الفجر.
هذا، وقد أقرَّ الجيش الإسرائيلي بقصفه مدرسة التابعين، وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، في بيان، إنه بتوجيه من هيئة الاستخبارات العسكرية والشاباك (جهاز الأمن العام) والقيادة الجنوبية للجيش أغارت طائرة على من وصفهم بـ”مخربين” عملوا بمقر قيادة عسكري تم وضعه داخل مدرسة التابعين (بمدينة غزة) التي تستخدم مأوى لسكان المدينة. وزعم أدرعي أنَّ عناصر حماس استخدموا مقرّ القيادة بالمدرسة للاختباء وللترويج لاعتداءات إرهابية مختلفة ضد قوات جيش الدفاع وإسرائيل.
وفي ردود الفعل، قالت الخارجية المصرية إنَّ قتل الفلسطينيين عمداً دليل قاطع على غياب الإرادة السياسية لدى إسرائيل لإنهاء الحرب. مطالبة بموقف موحد ونافذ يوفر الحماية للشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، ويضع حداً لمسلسل استهداف المدنيين العزّل. كما أدان البرلمان العربي في بيان، المجزرة الإسرائيلية، داعياً المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى التحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة وضمان حماية الشعب الفلسطيني. كما اعتبرت الخارجية الأردنية أنَّ قصف إسرائيل المدرسة يمثل خرقاً فاضحاً لقواعد القانون الدولي واستهدافاً ممنهجاً للمدنيين.
ومن جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنَّ مجزرة مدرسة التابعين تمثل “جريمة مروعة وتصعيداً خطيراً في مسلسل الجرائم التي ترتكب في غزّة على يد النازيين الجدد”، كما أنها تمثل أيضاً “تأكيداً واضحاً من الحكومة الصهيونية على مضيها في حرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني”.
أما لجان المقاومة في فلسطين، فقالت إنَّ “قتل النازحين في مدرسة التابعين تم بالأسلحة الأميركية التي أرسلت للجيش الصهيوني”، ودعت أبناء الشعب الفلسطيني في القدس والضفة والداخل المحتل إلى النفير وتصعيد الثورة والمقاومة.
واعتبر مستشار المرشد الأعلى في إيران للشؤون السياسية، علي شمخاني، أنَّ الهدف الوحيد لكيان الاحتلال من قتل المصلين في مدرسة “التابعين” في غزّة، واغتيال الشهيد إسماعيل هنية في طهران، هو مواصلة الحرب وإفشال مفاوضات وقف إطلاق النار.