قبل استقلال بوتسوانا

الصفحة الاخيرة 2024/08/12
...

عبد الهادي مهودر



الأيام العظيمة التي توحد مشاعر الشعوب تستحق أن تكون أياماً وأعياداً وطنيّة، وطالما فتّش العراقيون في بطون تاريخهم الطويل عن عيدٍ وطني تفرح به جميع ألوان الطيف العراقي ولايقول عنه أحد أنه لايمثلني، حتى ذهب بنا الخيال نحو مواسم قطف الثمار وجني رطب النخيل وموسم حصاد الحنطة والشعير التي يفرح بها الفلاح والعامل والتاجر والناقل والمواطن وحتى صاحب المطعم وسائق الدراجة (الدلفري)، ولمَ لا فهي أيام خيرٍ وبركة وإتفاق وأمن غذائي تبذل الدول كل شيء في سبيل تحقيقه ، وكم تمنينا الفوز بميدالية في اولمبياد باريس لنعلن عن عطلة رسميّة ويوم فرح وطني كما حصل في دولة بوتسوانا الافريقية ، حيث أعلن فخامة رئيسها عن عطلة رسمية للاحتفال بإحراز أول ميدالية ذهبيّة لبلاده في سباق 200 متر ، وجاء في نص البيان الرئاسي "يرغب الرئيس ماسيسي، نيابة عن جميع المواطنين، بتوجيه التحية إلى العداء ليتسيلي والإعراب عن الامتنان الدائم لوالدته الراحلة" ، وكم دعونا الله بتحقيق فوز عراقي اولمبي جديد ، وأن يتقلد رياضي عراقي آخر ميدالية نحاسية او فضية او ذهبية في اولمبياد باريس 2024، ونفرح به ونستقبله في مطار بغداد في يوم وطني بهيج يوحّد مشاعر العراقيين بمختلف ألوانهم ، ويضيف إلى الوطن فرحة أحوج مايكون اليها وميدالية ويوما وطنيا وعطلة رسمية. ولكن الفوز لايتم بالدعاء ، وبقينا في كل دورة أولمبية نتذكر  صاحب الميدالية الأولمبية الوحيدة الرباع العراقي المرحوم عبد الواحد عزيز، الذي أصبحنا بعده مثل شعراء القصيدة الواحدة بميدالية نحاسية واحدة، ولم تفلح كل الجهود والأموال بنيل لقب عراقي أولمبي منذ أكثر من ستين عاماً كالذي وصل إليه المرحوم عبدالواحد عزيز في اولمبياد روما عام 1960،أي قبل استقلال بوتسوانا بست سنوات ، فتحية لروح الرباع العراقي وبطل العرب وآسيا ، الذي كان ولا يزال بطلنا الأولمبي الوحيد والواحد والعزيز اسماً على مسمى.