رسائل دبلوماسيَّة تصل إلى بيروت وأخرى ناريَّة تُشعل الميدان

قضايا عربية ودولية 2024/08/12
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 


المواجهات العنيفة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في خط تصاعدي والرسائل الدوليَّة تتوالى على لبنان للعمل على خفض التصعيد العسكري في الجنوب، بينما أكد رئيس تيار الكرامة فيصل كرامي أنَّ «الصهاينة لا يريدون وقف إطلاق النار وهم يتمادون في جرّ الإقليم وأميركا إلى حرب واسعة»، بدورها أفادت معلومات صحفية خليجية نقلاً عن مصدر لبناني بوصول رسائل دبلوماسية لبيروت محذرة من «ضربة استباقية إسرائيلية تطال لبنان وإيران».

وبموازاة الرسائل الدبلوماسية ثمة رسائل نارية تسجّل حضورها في الميدان وبشكل لافت، وكان لحزب الله الذي حرص على الرد النوعي على الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان عمليات عسكرية قوية ليل السبت على الأحد، حيث أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس الأحد، بإصابة مبنى بشكل مباشر في مستوطنة نطوعا بالجليل الغربي بعد إطلاق صواريخ من لبنان، كما أكّدت القناة 12 الإسرائيلية، اندلاع حريق جنوب مستوطنة كريات شمونة بسبب سقوط صاروخ أطلق من لبنان. فيما أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أنَّ سرب مسيرات كبيراً هاجم الشمال من جنوب لبنان، وتفيد المعلومات باستهداف مهبط طائرات شرق صفد بعدة مسيرات هجومية، وذكرت أنَّ نطاق ضربات حزب الله يتسع ويصل لمنطقة جبل الجرمق، وبلدات قرب طبريا، بدورها قناة «المنار» التابعة للحزب أشارت إلى سماع دوي صافرات الإنذار في أكثر من 30 مستعمرة إسرائيلية في الجليل الغربي والأعلى، ومشارف طبريا شرقاً وفي عمق أكثر من 20 كيلومتراً خشية من عبور مسيّرات من لبنان.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية سماع دوي انفجارات، واندلاع حرائق بعد هجوم واسع بالطائرات المسيرة والصواريخ التي أطلقت من لبنان نحو عشرات المستوطنات. ولفتت إلى دوي صفارات الإنذار في قاعدة عسكرية قرب بلدة “المغار” بالجليل الأسفل. 

وكان حزب الله قد ذكر في بيان سابق أنه شنّ هجوماً جوياً بأسراب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة محفاة ألون (قاعدة ‏تجميع وتحشد للقوات ومخازن طوارئ للفيلق الشمالي الواقعة جنوب غرب صفد)، فاستهدفت أماكن ‏تموضع ضباطها وجنودها وأصابتها بشكلٍ مباشر وأوقعت فيها إصابات مؤكدة.‏ 

وبينما تعيش المنطقة منذ أيام حالة تأهب قصوى؛ قالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” إنَّ حزب الله عازم على تنفيذ هجوم ضد إسرائيل في الأيام المقبلة، وأوضحت الصحيفة أنَّ حزب الله لن يغير خططه بسبب جولة المفاوضات المقررة الخميس المقبل، والمتعلقة بوقف إطلاق النار في غزّة.

في السياق، كشف مصدر لبناني واسع الاطلاع، أنَّ الخطير في الرسائل الدبلوماسية التي وصلت إلى لبنان “أنَّ القضية لم تعد إقناع إيران وحزب الله بعدم الرد، إنما في إقناع نتنياهو بعدم الذهاب إلى ضربة استباقية في لبنان وفي إيران، من خلال التركيز على بنك أهداف يعتبره حيوياً لحزب الله، وكذلك استهداف البرنامج النووي الإيراني وتحديداً ضرب مفاعل أراك النووي. وإذا حصلت هذه العملية الاستباقية، فهذا يعني أننا ذاهبون إلى موجة عالية السقوف من التصعيد الكبير”، ولم يتسن لـ”الصباح” تأكيد ذلك من مصدر رسمي، بينما نفى المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس الأحد ما أوردته محطة “الجديد” في نشرتها مساء (أمس الأول) السبت من “أنَّ الولايات المتحدة الأميركية أبلغت الرئيس ميقاتي رسميًا بأنَّ الحرب على غزة ستتوقف”، مؤكدًا أنَّ ذلك “غير صحيح على الإطلاق”.

إلى ذلك، أكد مكتب رئيس “تيار الكرامة” النائب فيصل كرامي أنه “ليس جديداً أن يرتكب المجرمون الصهاينة مجزرةً بحق المدنيين والأطفال والنساء، وقد رأينا خلال الأسابيع الأخيرة أنَّ الجيش الصهيوني يتعمّد ضرب المدارس التي تحوّلت إلى مراكز إيواء للنازحين وإيقاع أكبر عدد من الشهداء”.

مضيفًا أنَّ “الصهاينة لا يريدون أي وقف لإطلاق النار. إنهم يتمادون في جرّ الإقليم وأميركا إلى حرب واسعة شاملة، وإنهم قتلة ويظنون أنهم أذكياء. لكن الأيام القليلة المقبلة ستبرهن لهم أنهم أغبى من أن يكونوا دولة”.

في الأثناء، قصفت مدفعية الجيش أمس الأحد الإسرائيلي بلدتي يارون ومارون الراس في جنوب لبنان بينما حلّقت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية وبشكل مكثف فوق النبطية، في حين خيم الحذر الشديد على المنطقة الحدودية من جنوب لبنان.