كتب: رئيس التحرير
حسمت كركوك أمرها أمس وشكّلت حكومتها المحليَّة بعد شهور من الانتظار القلق وبعد أسبوع واحد فقط من تشكيل حكومة ديالى التي كانت هي الأخرى في أفق انتظار منذ إعلان نتائج الانتخابات المحليَّة في العراق أواخر العام الماضي.
كلتا المحافظتين تشهد تجاذباً، قومياً هنا وعشائرياً هناك، منع من ولادة حكومتيهما بشكل طبيعيّ، وأفضى إلى توترات قبل اجتماع تشكيل الحكومة الذي عُقد في فندق الرشيد ببغداد، كما أسهم في بروز اعتراضات بعد الاجتماع.
لم يحضر الاجتماع أعضاء الحزب الديموقراطي الكردستاني وغاب أيضاً بعض أعضاء الكتلتين العربيَّة والتركمانيَّة، لكنَّ حضور تسعة أعضاء من مجلس المحافظة كان كافياً لإكمال النصاب واختيار محافظ ورئيس للمجلس.
من المؤكّد أنَّ غياب الغائبين سيؤثر في أهميَّة ما تحقق لكنَّ التطمينات التي صدرت عقب الجلسة قد تكون كفيلة بتقليل حدّة التوتّر، خصوصاً التصريحات التي صدرت عن الاتحاد الوطني الكردستاني والتي وعد فيها بعدم تهميش أحد، فقد قال رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني "سنمضي في نفس السياسات التي انتهجها الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني في التعامل مع واقع المحافظة، وسنسعى لخدمة المكوّنات الأخرى قبل المكوّن الكردي"، الأمر الذي أكده آسو مامند ممثله في كركوك بقوله إنَّ "مناصب التركمان الذين لم يشاركوا في الاجتماع ستكون شاغرة لحين مشاركتهم في الحكومة المحليَّة".
كركوك عراق مصغّر، هويتها المتعددة هي ذاتها الهوية العراقيَّة، والخلافات التي تعتمل فيها هي عين الخلافات التي تشمل العراق كله. ومن الطبيعيّ أن تكون الكلمة الواحدة فيها والسعي للوفاق والتكاتف مكسباً للعراق بأكمله.