ما مصير رواد «ناسا» العالقين في المحطة الفضائيَّة؟

علوم وتكنلوجيا 2024/08/13
...

 واشنطن:بي بي سي

قد تستمر مهمّة أول رائدي فضاء نقلتهما مركبة «ستارلاينر» التابعة لشركة «بوينغ» والراسية في محطة الفضاء الدولية منذ شهرين، حتى العام 2025، بعدما كانت مقررة أساساً لمدة أسبوع، إذ قد يتعيّن عليهما انتظار العودة إلى الأرض عبر كبسولة «سبايس اكس».
مثل هذا السيناريو، الذي قالت وكالة ناسا إنها تدرسه بسبب المشكلات التي واجهتها ستارلاينر، من شأنه تسديد ضربة قاسية لشركة بوينغ.
فقد كُلفت الشركة العملاقة في قطاع الطيران من وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) تطوير كبسولة جديدة قبل 10 سنوات، في العام نفسه لتكليف مماثل لمنافستها سبايس اكس. لكنَّ هذه الشركة الأخيرة، المملوكة للملياردير إيلون ماسك، تشغّل بالفعل مهمات إلى محطة الفضاء الدولية منذ أربع سنوات.
وأقلعت ستارلاينر في أوائل حزيران مع رائديها الأولين، بوتش ويلمور وسوني وليامز، في إطار مهمة تجريبية أخيرة قبل بدء رحلاتها المنتظمة.لكنْ أثناء التحليق، واجهت ستارلاينر مشكلات في نظام الدفع الخاص بها، بالإضافة إلى تسرب للهيليوم.
ورغم كل شيء، تمكّنت من الوصول إلى محطة الفضاء الدولية، إذ كان من المفترض في البداية أنْ تبقى ملتحمة لمدة تزيد قليلاً على أسبوع قبل أنْ تعودَ مع طاقمها إلى الأرض.
لكنَّ وكالة ناسا أرادت إجراء سلسلة اختبارات لفهم أسباب المشكلات التي واجهتها، من دون أنْ تفلحَ النتائج حتى الآن في طمأنة وكالة الفضاء.
وأوضح المسؤول في «ناسا» ستيف ستيتش أنَّ الوكالة تدرس حالياً إمكانية السماح لمركبة ستارلاينر بالعودة فارغة إلى الأرض، وإعادة رائدي الفضاء في مركبة مصنوعة من «سبايس إكس».
بشكلٍ ملموسٍ، تتمثل الفكرة في الاستفادة من مهمة «سبايس اكس» المأهولة التالية، والتي تحمل اسم «كرو-9»، وهي مهمة منتظمة لتغيير أفراد طاقم محطة الفضاء الدولية، كان من المقرر أن تضم أربعة رواد فضاء.وقد لا تقلع هذه المهمة في نهاية المطاف سوى برائدي فضاء فقط، حتى تتمكن من إعادة رائدي الفضاء في المهمة التابعة لشركة بوينغ عند عودتها.
وبالتالي سيبقى الأخيران في محطة الفضاء الدولية حتى شباط، وهو تاريخ العودة المخطط لها لطاقم «كرو-9».وقال ستيف ستيتش خلال مؤتمر صحافي «لم نوافق على هذه الخطة»، «لكننا فعلنا كل ما يلزم» لتنفيذها.
وأكد مجدداً أن «الخيار المفضل لدينا هو إحضار بوتش وسوني على متن ستارلاينر»، لافتاً إلى أنَّ الاختبارات الجديدة من شأنها أن تسمح للفرق الهندسية بفهم المخاطر الناجمة عن المشكلات التي تمت مواجهتها على متن المركبة بصورة أفضل.وأشار إلى أنه يتعين على ناسا أن تحسم أمرها في هذا الموضوع بحلول «منتصف آب». وقد أرجئ موعد إقلاع «كرو-9» من آب إلى نهاية أيلول لمنح ناسا مزيداً من الوقت لاتخاذ
قرارها.
وأكدت بوينغ في بيان أنها لا تزال «واثقة» في قدرة ستارلاينر على «العودة بأمان مع الطاقم». وأضافت الشركة التي لم تشارك في المؤتمر الصحافي الأربعاء «نواصل الاستجابة لطلبات ناسا لإجراء اختبارات وتسجيل بيانات وتحليلات إضافية».