قادة أوروبيون يدعون إيران لعدم مهاجمة إسرائيل

قضايا عربية ودولية 2024/08/13
...

 طهران: محمد صالح صدقيان

دعا زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا أمس الاثنين، إيران وحلفاءها إلى الامتناع عن شنِّ هجمات على إسرائيل. وفي بيان مشترك صادر عنهم في لندن، أكد زعماء البلدان الثلاثة أنَّ الهجمات الإيرانية ستؤدّي إلى تصاعد التوترات وتوسّع رقعة الحرب في المنطقة وستعرّض فرص التوصل إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين للخطر.
ورحَّب البيان بعمل الشركاء في قطر ومصر والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بغزّة، وأكد ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي فوراً، كما دعا إلى الإفراج عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وشدَّد البيان على أنَّ سكان قطاع غزّة في حاجة ماسّة إلى إيصال وتوزيع المساعدات بشكل عاجل ودون عوائق.
وفي تطور متصل، كشفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن أنَّ وزير الدفاع لويد أوستن أمر بإرسال غواصة صواريخ موجهة إلى الشرق الأوسط، وتسريع وصول مجموعة حاملة طائرات هجومية إلى المنطقة. جاء ذلك في إطار جهود أميركية للدفاع عن إسرائيل بوجه إيران وحلفائها، وسط تصاعد التوتر الإقليمي.
وفي بيان أصدره السكرتير الصحفي للبنتاغون اللواء باتريك رايدر، أكّد أوستن خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت التزام الولايات المتحدة اتخاذ «كلّ خطوة ممكنة» للدفاع عن إسرائيل.
كما أشار أوستن إلى تعزيز الوضع والقدرات العسكرية الأميركية في أنحاء الشرق الأوسط بسبب تصاعد التوترات، إذ تم إصدار أوامر لتسريع انتقال مجموعة حاملة الطائرات «يو إس إس أبراهام لينكولن» المجهزة بمقاتلات «إف-35 سي» إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم).
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت البنتاغون نشر أصول عسكرية إضافية في الشرق الأوسط تحسباً لردود الفعل المحتملة من إيران ضدّ إسرائيل، وذلك في ظلّ التوتر المتزايد بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية والقيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر. وفي سياق متصل، أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة بأنَّ إيران تستعد لما وصفته بهجوم واسع النطاق عليها، ووفقاً لموقع «أكسيوس» الإخباري، تحدث غالانت مع نظيره الأميركي وأبلغه أنَّ الاستعدادات العسكرية الإيرانية تشير إلى أنَّ طهران تستعد لهجوم واسع.
ونقل موقع «والا» الإسرائيلي عن مسؤولين إسرائيليين أنَّ التقديرات تفيد بأنَّ إيران قرّرت شنَّ هجوم مباشر على إسرائيل رداً على اغتيال هنية في طهران، ومن المرجح أن يحدث ذلك في غضون أيام.
ورفعت الاستخبارات العسكرية وسلاح الجو الإسرائيليان حالة التأهب في ضوء التقديرات بشأن رد إيراني وشيك، كما طلب الجيش الإسرائيلي من جنوده وضباطه الموجودين في جورجيا وأذربيجان مغادرتها فوراً وعدم السفر إلى البلدين خوفاً من أي عملية انتقامية من جانب إيران.
من جانب آخر، وفي خطوة مفاجئة؛ أعلن محمد جواد ظريف نائب الرئيس الإيراني للشؤون الستراتيجية مساء أمس الأول الأحد استقالته من منصبه وعودته أستاذاً في جامعة طهران. وجاء الخبر صادماً للأوساط التي انتخبت بزشكيان لأنَّ ظريف بذل جهوداً شاقة من أجل فوز بزشكيان في الانتخابات الرئاسية الأخيرة خصوصاً أنه جاء بعد ساعات من تقديم الرئيس الإيراني أسماء كابينته الوزارية للبرلمان من أجل الحصول على الثقة البرلمانية.
وقال ظريف في منشور: «سأواصل طريقي في العمل بالجامعة، وأعلن اعتذاري من شعب إيران على عدم القدرة على متابعة الأمور في أروقة السياسة الداخلية». وكان ظريف يتابع التدريس في جامعة طهران ضمن قسم دراسات الولايات المتحدة في كلية الدراسات الدولية.
ويُنظر لخطوة ظريف على أنها تعكس حالة من عدم التوافق السياسي والإداري في إدارة الشؤون الستراتيجية للحكومة الجديدة، وتفتح الباب لمزيد من التساؤلات عن توجّهات الإدارة الإيرانية المقبلة ومدى تحقيقها وعود الإصلاح والتجديد.