متابعة: محمد الأنصاري

وصفت المرجعية الدينية العليا حالة الصمود الأسطوري التي يعيشها أهل قطاع غزة بالتجسيد الحقيقي لشعار “هيهات منا الذلة” التي رفعها الإمام الحسين “عليه السلام” في معركة الطف الخالدة، وجددت المرجعية مطالبتها العالم بردع الكيان الصهيوني عن جرائمه وفعل كل ما يلزم من أجل وقف العدوان على الشعب الفلسطيني المظلوم.

جاء ذلك في كلمة ألقاها ممثل المرجعية الدينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي في استقبال ضيوف مؤتمر “نداء الأقصى الدولي” بنسخته الثالثة أمس الاثنين، والذي تنظمه الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة في محافظة كربلاء بحضور جمع غفير من الشخصيات العربية والأجنبية، ويقام تحت شعار “من معركة الطف إلى طوفان الأقصى” ويستمر 4 أيام.
ودعا الكربلائي في مقدمة حديثه، إلى “وقوف الجميع موقف المناصر للحق والدفاع عن المظلومين ونصرة المستضعفين وعدم الوقوف موقف الحياد والخذلان لهؤلاء الذين ترتكب بحقهم أبشع الجرائم التي يقوم بها هذا الكيان المحتل وكل بحسب موقعه واإمكاناته”، مشيراً إلى البيان الذي صدر مؤخراً من قبل المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني  ويدين فيه مجازر الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين، وبيّن أن “سماحة المرجع أبدى أسفه لأن هؤلاء المجرمين يحظون بدعم غير محدود من بعض الدول الكبرى، وهذا يمنع من أن تطبق بحقهم القوانين الدولية الخاصة بمرتكبي الجرائم ضد الإنسانية» .
وأضاف، أنه “من المهم أن نستلهم - ونحن نعيش مناسبة زيارة الأربعين - من ثورة الحسين مناراً ونبراساً في إدامة قيم التضحية والآباء وعدم الخضوع والاستكانة والرضوح للظلم والطغيان والثبات أمام هذا التوحش للكيان الصهيوني الغاصب في حفظ العزة والكرامة”، مؤكداً أن “شعار (هيهات منا الذلة) يمثل روح الثورة الحسينية، ونحن نجد في هذا الشعب المظلوم في غزة وهو يتعرض لحملات من القتل والتشريد والتجويع والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية نرى فيه مثالاً فريداً وبطولياً في التحمل والصبر والجلادة وعدم صدور أي فعل يدل على الجزع وفقدان الصبر والخضوع» .
وأمّ ممثل المرجعية صلاة الجماعة الموحدة بضيوف المؤتمر في العتبة الحسينة المقدسة الذي أدوّا مراسم زيارة مرقد الإمام الحسين وأخيه العباس “عليهما السلام”. وتتواصل حتى يوم الخميس المقبل، فعاليات مؤتمر “نداء الأقصى الدولي” الثالث الذي يشارك فيه عدد كبير من العلماء والشخصيات البارزة من مختلف أنحاء العالم، بهدف إعادة إحياء قضية فلسطين وتوحيد صفوف الأمة الإسلامية في مواجهة التحديات التي تمر بها، وخاصة التهديدات الصهيونية.