إيران: لا نطلب الإذن من أحد للردِّ على إسرائيل

قضايا عربية ودولية 2024/08/14
...

 طهران: محمد صالح صدقيان 


دافعت إيران عن موقفها في الردِّ على إسرائيل بسبب انتهاكها سيادتها وسعيها في المساعدة على إرساء الاستقرار في المنطقة وخلق الردع ضدَّ المصدر الحقيقي للإرهاب وانعدام الأمن في المنطقة؛ في الوقت الذي أجرت عديد الدول اتصالات مع طهران للحيلولة دون اندلاع حرب تشمل منطقة الشرق الأوسط بأسرها.

وخلال اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، حثّ رئيس الحكومة البريطانية "كير ستارمر" إيران على عدم الردّ علی إسرائيل وتجنيب المنطقة مزيداً من التصعيد؛ لكنَّ الرئيس الإيراني اعتبر صمت المجتمع الدولي ودعم الدول الغربية جرائم الكيان الصهيوني يشجعان الكيان على مواصلة جرائمه ويهدّدان أمن المنطقة والعالم. ورأی أنَّ الحرب من وجهة نظر الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليست في مصلحة أي دولة، معتبراً الردَّ العقابي على المعتدي حلاً لإيقاف الجرائم والاعتداءات.

وخلال اتصال هاتفي مماثل مع المستشار الألماني "أولاف شولتز"، رأی الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أنَّ "إحدى السياسات الرئيسة للجمهورية الإسلامية الإيرانية هي الحفاظ على السلام والاستقرار والأمن وتعزيزها في الصعيدين الإقليمي والعالمي"، مشيراً في ذلك لأعمال القتل والتنكيل التي يمارسها الكيان الإسرائيلي بحقّ الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة إضافة إلى الأعمال الإرهابية في بقية الدول والتي تعرِّض أمن وسلام المنطقة للخطر. 

وقال إنَّ بلاده ملتزمة بالقوانين والمواثيق الدولية وفي ذات الوقت ترحّب بتطور التفاعل مع جميع الدول والتأكيد على حل المشكلات عبر التفاوض، لكنها لن تخضع أبداً للضغوط والحظر والبلطجة والعدوان، كما ترى أنَّ من حقها الرد على المعتدين وفق المعايير الدولية. إلی ذلك، ردّت إيران علی بيان الترويكا الأوروبية التي دعت إلی عدم الرد وتجنب التصعيد والحرب الشاملة في المنطقة، معتبرة ذلك يشجع الكيان الإسرائيلي على مزيد من التصعيد والقتل وجر المنطقة إلی عدم الاستقرار. 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني: إنَّ "إيران عازمة على الدفاع عن سيادتها وأمنها القومي، ولا تستأذن أحداً في استخدام حقوقها المعترف بها".

ورأی كنعاني أنَّ "نشر بيان رؤساء الدول الأوروبية الثلاث في وقت يواصل فيه الكیان الصهيوني ارتكاب جرائم دولية مختلفة، ومنها جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني الأعزل بسبب تقاعس ولامبالاة الدول الغربية الداعمة للکیان الإسرائيلي وإفلات السلطات الصهيونية من العقاب، زاد من وقاحتها في ارتكاب أبشع الجرائم الدولية".

وزاد أنَّ "بيان الدول الثلاث المذكورة يطالب بوقاحة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعدم اتخاذ إجراءات رادعة ضد الکیان الصهيوني الذي ينتهك سيادتها وسلامة أراضيها دون أي احتجاج على الجرائم الدولية التي يرتكبها الکیان". لافتاً إلی أنَّ "مثل هذه الطلبات تفتقر إلى المنطق السياسي، وتتعارض تماماً مع مبادئ وقواعد القانون الدولي، وهي مطالب طموحة وتعدّ دعماً علنياً وعملياً لمصدر الجرائم الدولية والإرهاب في المنطقة وتشجيعاً لمرتكبي جرائم الإبادة الجماعية والإرهاب وجرائم الحرب وضد الإنسانية".

وقال: "إذا كانت الدول المذكورة تبحث عن السلام والاستقرار في المنطقة، فعليها أن تقف في وجه مغامرة کیان الفصل العنصري الإسرائيلي ومحاولاته وراء إشعال الحرب وعلی هذه الدول أن توقف فوراً الحرب على غزّة والقتل البشع للنساء والأطفال والمواطنين الفلسطينيين العزّل".

وشدّد كنعاني أنَّ "تقاعس الحكومات ومجلس الأمن الدولي أمام وحشية الکیان الصهيوني الغاشم، فضلاً عن الدعم السياسي والعسكري الواسع الذي تقدمه الحكومات الغربية لهذا الکیان، هو السبب الرئيس لاتساع نطاق الأزمة في المنطقة ويجب أن يتحمل داعمو الكيان الصهيوني المسؤولية عن الجرائم المستمرة التي لا حدود لها في غزة وغرب آسيا".

وفي السياق ذاته، قال السفير الأميركي لدى تركيا جيف فليك إنَّ الولايات المتحدة تطلب من أنقرة وحلفاء آخرين لهم علاقات مع إيران إقناعها بخفض التوترات في الشرق الأوسط. 

من ناحية أخرى، عرضت إيران طائرتها المسيّرة "مهاجر 10" طويلة المدى في معرض دفاعي في روسيا. وأظهر مقطع مصور الطائرة المسيّرة إلى جانب عتاد عسكري آخر، مع نص يقول: "أعدوا ملاجئكم" باللغتين العبرية والفارسية.