ترجمة: نافع الناجي
ذكر باحثون يابانيون، أنَّ مجموعة كبيرة من المعادن النادرة القيّمة مثل الكوبالت والنيكل على سبيل المثال لا الحصر، تقع في أعماق سطح البحر في المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان على بعد حوالي 2000 كيلومتر جنوب شرقي العاصمة طوكيو.
وتبدو الآن ثمة خططٌ مكثفة تجري على قدم وساق، لبدء الجمع التجريبي لعقيدات المنغنيز، أو الخرسانة المعدنية من موقع المحيط الهادئ في وقتٍ مبكرٍ من العام 2025 بهدف التسويق، إذ تمَّ العثور على عقيدات المنغنيز الغنية بالكوبالت والنيكل والمعادن النادرة الأخرى، متركزة في قاع البحر بالقرب من جزيرة مينامي - توريشيما، الجزيرة الواقعة في أقصى شرق اليابان، وفقاً لإعلان صدر في 21 حزيران المنصرم عن جامعة طوكيو ومؤسسة نيبون.
وكان فريق بحثي تخصصي، قد أجرى مسحاً من نيسان إلى حزيران لاستخراج الموارد المعدنية المنتشرة في قاع البحر على أعماقٍ تتراوح بين 5200 و5700 متر قبالة الجزيرة المذكورة، وهي جزءٌ من سلسلة جزر أوغاساوارا.
واستناداً إلى المسح الذي غطى مساحة لا تقل عن 10 آلاف كيلومتر مربع، يقدر الباحثون أنَّ هناك نحو 230 مليون طنٍ من عقيدات المنغنيز.
وتشير التقديرات إلى أنَّ الخرسانة تحتوي على نحو 610،000 طنٍ من الكوبالت، أي ما يعادل 75 عاماً من الاستهلاك المحلي لليابان، ونحو 740،000 طن من النيكل، الأمر الذي سيبقي اليابان مزودة لمدة 11 عاماً بمعدلات الاستهلاك الحالية من هذه المعادن والخامات.
ويخطط الباحثون والعلماء في هذه العملية التجريبية المتوقع أنْ تبدأ في العام 2025، لجمع نحو 2500 طنٍ من عقيدات المنغنيز يومياً مع التركيز على تأمين 3 ملايين طن سنوياً.
وعادة ما يستخدم الكوبالت والنيكل والمعادن النادرة الأخرى، في تصنيع مكونات السيارات الكهربائية والهواتف الذكية وغيرها من المنتجات التي تتطلب إلكترونيات متطورة، لكنَّ اليابان اعتادت على الاعتماد على الواردات من الخارج لكون هذه الموارد تتركز في مناطق معينة، مثل إفريقيا وأستراليا وغيرهما.
وقال ياسوهيرو كاتو، أستاذ علوم موارد الأرض في جامعة طوكيو، إن "النيكل والكوبالت موردان مهمان للغاية من حيث الأمن الاقتصادي الياباني". وأضاف كاتو: "من المهم تطوير هذه الموارد مع تحديد الجدوى الاقتصادية استجابة للتقلبات في أسعار المعادن".