باقر صاحب
نهوضٌ مبكّر: وردةٌ زرقاءُ جديدة، استيقظتْ صباحاً، حيَّتْني رفقةَ أملٍ، يشرئِبُّ بتسابيحهِ نحو حرائرَ الشمس، سأغنيّ لهُ هذا اليوم، لعلَّهُ يجلسُ قربي في حديقةِ الغد.
فطور: كوب الحليب بدوائرهِ البيضويّة، يبتسمُ لي، وأنا أحتسيه، متأملاً ضحكات كلِّ الأشياء في العالم وأغاريدها البرّاقة. الكوب البيضوي، على أنغامِ النقاء، يتراقصُ في شراييني.
كتابةُ الصاعدِ والنازل: شمسي التي لا تنام، وإنِ استيقظَ اللّيل. حروفي الشمسيَّةُ عالمي الرقيقُ الحواشي، الغليظُ المتون، الدائريُّ في صولاتهِ على ما يدور أمامَ نافذة الخارج الرّماديّةِ، الكئيبةِ، المتغنيّةِ بحراك الناس ودوّاماتهمِ الأزليَّة: ولادةٌ، براءةٌ، ارتداءُ الأنياب، صعودُ السلالم لاقتطاف ما يشتهون: نساء، أموال. آخرون يرتكبون هبوطَ السلالم، بعد صراعهم لإصلاحٍ ما أفسد الصاعدين.
نزهةُ الغروب: أحفلُ ولا أحفلُ بما يتصنَّمُ أمامي، أسيرُ لا مبالياً، عكس هياجِ الكائنات، وفوضى الجمادات. أرافقُ نزهاتِ الأشجار، أرثي أحزانها، وقتَ احمرارِ الأفق، العصافيرَ الضّالةِ عن أعشاشها، قهقهاتِ المتبرّجات، البيوتَ الرمداءَ للفقراء.
هذه الليلة: يُجالسني الهدوءُ بأضوائهِ البنفسجيَّة، والوجعُ الطويلُ يقلّب مذكراتي. أنا الذي يحتفي الليلةَ، وكلَّ ليلةٍ، بحضوركٍ الهائمِ، في فضاءِ أقماري السبعة. مضاءُ العمرِ والهيامُ الكسيحُ والكلماتُ الجوفاءُ صولجاناتي المُعرِّشةُ في قمّةِ حياتي الكسيرة.
نومٌ مبكّر: هيَّأتُ لأجلِ نومي العميق، لأجلِ محاربةِ الكوابيس، لأجلِ كبح سيولِ الذكريات، لأجلِ أغنيةِ صباحٍ جديد، قاموساً من الترانيم وجيشاً من الضحك وطابوراً من الأمنيات وبحيرةً من النساء. كلُّ هذا، ولم أنمْ، الأمسَ واليومَ والغد.