أور..

ثقافة 2024/08/19
...

  جبّار الكواز


شيءٌ ما

يأتيني كلّما مسكني

حلمٌ ما زال يحزُّ خيباتي

بكلماتي 

فلا أعاندُه  

وبقلقٍ 

يُعاندُني بالذكرى

وهي

ما زالتْ تنثُّ معارجها

في خطواتي

كلّما حضنتُها وحاولتُ

أن أكونَها

 حين لا أكونُ معها.

وهي

 تسرقُني منّي

وتوشمُ خطاي 

شمسُها

كقوس قزح

نائمٍ بالصخبِ

منشغلٍ 

بأماني

 مدنٍ لا موتَ فيها

إلّا ما يُحيي الموتى 

بالماء

والحبيبَ

 بالأماني

وهكذا

كانت نظراتُها

 تجرُّني لكلامٍ

 ما

 يتلبّسني

حين تلوحُ لي في رسائلها 

حروفاً ظمآى

ونجوماً اصطادها الظلام

بالخديعة

والموتُ

بالسُّم.

فكيف أكشفُ عُرْيَ الليلِ

بكلماتِ الخوفِ؟!

وكيف أكشفُ عن سرِّها

  وهي 

 بئرُ

بلا امتلاء؟!

أراها أمامي شجرةَ حورٍ

      ولا تراني 

فراتاً ظامئاً لها

ومغيَّباً

  تعلمُّني آلاءَها  بعينيها اللتين رسمَتْهما 

حكمةُ

 شبكاتِ القنصِ المقدسِ

بين أسوارِ زقورتِها 

الملكيَّةِ

نكايةً بالعشّاقِ

 فكيف أغيِّرُ أحزاني ليتلبّسني البياضُ

ببياضٍها

غاطساً في الأهوارِ

شمساً تتثاءبُ

 كلما أوقدتْ رؤاها

كلماتُها الساحراتُ

أتراني وهماً أمام إصرارها

فلا ترضى بغير

 مناكدتي؟!

كأنّني

 حاسرٌ عن ذاتِي

بها

وصائمٌ عمّا تخشاه 

حينما 

يقرعُ

 البرقُ شهادتَه الغائبةَ

بشموسِها 

هي

طلعُ عشقٍ

وهوى أنهارٍ

ورسائلُ شوقٍ ملأى

بالغزل 

أقمارُه فناجينُ سحرةٍ

 مولعةٌ 

بالذاكرة الطين

بنكايةً بي

لا بها

. وهي التي

تكتبُني

وكلّما حاولتُ أن أكتبَها

حرفاً

 في كلمةٍ منسوخةٍ

فلا أراها إلا 

ما يراهُ النائم في عرش الأصداء

حين

 يُغافلُه

النعاسُ

  ويبكيه طفلٌ 

يلهيه بأوهامِ الرجالِ

فلا آفاقَ

ولا خفايا

له في السماوات

ولا خرائطَ

 لا دماءَ

 لا ظلالَ

ذلك عالمُها الرائي

في مشارق الذكر

ومعارج اليقين.