بغداد: محمد إسماعيل
عد نقيب الفنانين، مدير عام دائرة السينما والمسرح الدكتور جبار جودي العبودي، معركة كربلاء حداً مفصلياً في التاريخ، مثلما هو مفصلي بين الحق والباطل، مؤكداً: عشرة أيام شغلت الدين والدنيا. وأضافت مديرة إذاعة جمهورية العراق من شبكة الإعلام العراقي سميرة جياد: “الطف معركة وقعت بين الحق الخالد على مرّ التاريخ،
ممثلا بالحسين بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت النبي محمد.. عليهم صلاة الله وسلامه أجمعين.
وبين الباطل نافراً من سجل آل أمية على اللوح المحفوظ.. وهو سجلٌ مدنسٌ بتكذيب الرسول والطعن في رسالته المنزلة من الله، مقتلة وصيه علي “ع”، ثم ذبح سبطه وسبي عياله”، لافتة: “أصبح الحسين سيد الشهداء، وهو ذبيح، بينما يزيد لعنه التاريخ وما زالت الأجيال تلعنه”.
وأفاد أمين سر نقابة الصحفيين الدكتور ناظم الربيعي: “معركة كربلاء من أكثر المعارك أهمية في تقويم الدولة على مرّ التاريخ الإسلامي”، منوهاً: “نتائج وتفاصيل معركة الطف، لا تقف عند حدود من دالت له الدنيا، ومن استشهد، إنما هي منظومة آثار سياسية ونفسية وعقائدية لا تزال موضع جدلٍ إلى الفترة المعاصرة”.
صياغة الطبيعة
وواصل نائب نقيب الصحفيين الدكتور حسن العبودي: “تعدّ معركة الطف أبرز حادثة من بين سلسلة من الوقائع التي كان لها دورٌ محوريٌ في صياغة طبيعة العلاقة بين السلطة والشعب عبر التاريخ”، متابعاً: “أصبحت معركة كربلاء وتفاصيلها الدقيقة رمزاً للاعتراض الواعي لمواطئ أقدامه في الخطو التأملي تصدياً للباطل”.
وأشار الفنان عزيز كريم الى أنَّ “ثورة الطف من أهم مرتكزات الإسلام.. إنها صلاة دم وفرض سادس.. الجهاد في سبيل الحق فرضٌ واجبٌ على من يريد العيش بكرامة والموت برفعة”، مبيناً: “وهذا ما بلغه الحسين عليه السلام، عندما انتصر شهيداً، باعتبار الشهادة واحدة من الحسنيين”.
وأوضحت الفنانة الدكتورة عواطف نعيم: “أسسُ الحسين عليه السلام الثقافية الثوريَّة التي دأبت عليها في ما بعد أممٌ وأجيال، في كل مكانٍ وزمان، ذاكرة: يوم 10 محرم.. يوم عاشوراء، يوم وقوع المعركة، رمز من قبل المؤمنين في العالم قاطبة والإسلام على وجه الخصوص، ولم يتأطر بالشيعة
حصراً”.
شفيع الدم
يرى الفنان عزيز خيون: “الطف ثورة المظلوم على الظالم ويوم انتصار الدم على السيف”، مكملاً: برغم قلة عدد وعدة وقوى الإمام الحسين، من الناحية العسكرية إلا أنها تركت آثارًا سياسية وفكرية ودينية وقيمية واجتماعية مهمَّة”.
ورجح الكاتب حازم القيسي: “أصبح شعار «يا لثارات الحسين» عاملًا مركزيًا في تبلور الثقافة الثورية في الإسلام؛ احتجاجاً على السلطة التي تجانب تعاليم الإسلام مهما كانت قاسية؛ لأن استشهاد الحسين عليه السلام، وسبي عياله، أسقط غشاوة الخوف التي كانت تقيد المجتمع الإسلامي، قبل عام الطف 61 هـ”، معلناً: “أصبحت المعركة وتفاصيلها ونتائجها تمثل قيمة روحانية ذات معانٍ كبيرة لدى المسلمين، فلم تعد السلطة مرهوبة، كسر الحسين حدة الذعر الذي تمثله القوة للضعفاء”.
وألمح الناطق عن نقابة الصحفيين د. محمد سلام: “معركة كربلاء ثورة سياسيَّة على الظلم، وضريح الحسين مزار مقدس، مستطرداً: ترديد أدعية خاصة أثناء زيارة قبر الحسين، تدل على أنه شفيع بدمه للمؤمنين أمام الله.
الموت حياة
استفاضت الفنانة آسيا كمال: “أدى مقتل الحسين، إلى نشوء سلسلة من المؤلفات الدينية والخطب والمواعظ والأدعية، التي تنعى مقتله عليه السلام، وطرحت عشرات المؤلفات لوصف استشهاده؛ ما جعله رمزاً ثقافياً بحق، داعية: أتمنى على الأجيال معرفة أهدافها من الحياة والموت.
وشدد رئيس اتحاد الإذاعيين والتلفزيونيين مظفر سلمان الطائي: تحمل معركة كربلاء في الطف قصة ذات معانٍ كثيرة.. كالتضحية والحق والحرية، ولرموز هذه الواقعة دورٌ في ثورات عدة، في مجتمعات إسلامية وغير إسلامية.
وعلقت الفنانة عواطف السلمان: “لن ننسى الحسين، يوم نقف بين يدي فاطمة الزهراء عليها السلام، ستشفع لنا أمام الله ببكائنا على الحسين، معبرة: إنه ليس تجربة دينية في الإيمان فقط، إنما تأسيس أبدي لتاريخ الثورات نقتدي مواعظه واثقين من أن الموت حياة.. حياة تأملية وليست خضوعاً أهوج.