صواريخ حزب الله تنهال على المواقع الإسرائيليَّة

قضايا عربية ودولية 2024/08/21
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط

تصاعد ميداني ملحوظ على جبهة لبنان الجنوبيَّة مع فلسطين المحتلة، وأحداث متلاحقة؛ تشي بأنَّ المنطقة باتت إزاء مخاطر عسكرية جمّة، حزب الله واصل عملياته ضد المواقع الإسرائيلية بالصواريخ، في وقت أشار فيه المسؤول الإعلامي لحركة "حماس" في لبنان وليد كيلاني إلى أنَّ المفاوضات مع إسرائيل وصلت لطريق مسدود.
ويبدو أنَّ الكلمة الفصل ستكون للميدان بعد أن تضاربت التسريبات حيال المفاوضات بين حركة حماس وإسرائيل، برغم تأكيد الإدارة الأميركية استمرار التفاوض، مشيرة إلى أنه ثمة تقدم حصل سيتم تعزيزه في جولة القاهرة، وأنَّ هذه المفاوضات تمثل الفرصة الأخيرة، ومما أعطى انطباعًا سلبيًا ترك تشاؤمًا لدى المراقبين؛ ما شهده ليل الاثنين على الثلاثاء؛ من تكثيف للغارات الإسرائيلية، على بقاع لبنان، حيث تعرضت بلدات في قضاء بعلبك لثلاث غارات إسرائيلية معادية.
وأعلن مركز عمليّات طوارئ الصّحة العامّة لوزارة الصحة أمس الثلاثاء، "ارتفاع عدد الجرحى جرّاء غارات العدو الإسرائيلي على البقاع، إلى أحد عشر شخصًا، في حصيلة نهائيّة"، وعلى إثر ذلك أعلن المدير العام لمصلحة الأبحاث العلمية الزراعية، ميشال افرام، "إقفال محطات الأبحاث في البقاع، بعد الغارات الإسرائيلية التي حدثت الليلة (أمس)، بحيث سقطت صواريخ لم تنفجر بالقرب من محطة تل عمارة"، مضيفًا: "تحسباً لأي تطور سلبي وحفاظاً على أرواح الزملاء تقفل محطات تل عمارة وكفردان ورياق أبوابها غداً في انتظار جلاء الموقف".
حزب الله، بدوره أعلن في بيان له أمس الثلاثاء، أنه استهدف ثكنة برانيت بالأسلحة ‏المناسبة؛ وأصابها إصابةً مباشرة، كما أعلن الحزب في بيان آخر، أنه بضربات مكثّفة من الصّواريخ، قصف مجاهدو المقاومة مقرّ قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح، ومقر فوج المدفعيّة ‏ولواء المدرّعات التّابع للفرقة 210 في ثكنة يردن.
في موازاة ذلك، أشار المسؤول الإعلامي لحركة "حماس" في لبنان وليد كيلاني، إلى أنّه "طُرحت علينا مقترحات في 2 تمّوز الماضي، وقيل لنا إنَّ الجانب الإسرائيلي وافق عليها، ولكنّنا اليوم نتفاجأ بأنّ هناك انقلابًا على هذه المقترحات"، وأضاف، في تصريح صحفي أنَّ "العبرة في التّنفيذ وليس في المشاركة بالمفاوضات، وحماس كانت قد شاركت سابقًا في مفاوضات عدّة، إنّما إسرائيل تواصل ارتكاب المجازر. وحتّى هذه اللّحظة، لم تحسم الحركة قرار المشاركة في مفاوضات القاهرة".
ولفت كيلاني إلى أنَّ "المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود بحسب كلام وزير الخارجيّة الأميركيّ أنتوني بلينكن وطروحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، والعدو أعلن أنّه يريد زيادة الضّغط العسكري في الميدان، لذا المقاومة في كلّ السّاحات مدعوّة للاستنفار في المرحلة المقبلة".
من جانبه، أكد النّائب إبراهيم منيمنة، في تصريح له "أنّنا ما زلنا في إطار المراوحة، أو عمليًّا في إطار ما يُسمّى بتوازن قواعد الاشتباك، الّذي من ناحية يحاول حزب الله الحفاظ عليه، وتسعى إسرائيل من ناحية أخرى لكسره، كي تكرِّس انتهاء مدّة العمل به، وهذا هو حال الحرب المحدودة القائمة في الجنوب؛ في ظل حالة ترقّب ما إذا كانت هذه الحالة ستتدحرج وتصل إلى حالة حرب شاملة".  وشدد منيمنة على أنَّ "احتمالات حصول حرب شاملة عالية جدًّا، ولا أعتقد أنَّ أيّ جهة تملك معلومات دقيقة حول إذا كنّا نتّجه إلى حرب أشمل. لكنّ الخوف من رهانات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على توسيع الحرب في لحظة معيّنة، يتمكّن فيها من اقتناص دعم أميركي لتغطية عدوانيّته، في محاولة لقلب موازين إقليميّة معيّنة".
بينما أكد رئيس "حركة النهج" النائب السابق حسن يعقوب، أنَّ "هناك استمهالاً غير معلن للرد على اغتيال إسماعيل هنية في طهران، وفؤاد شكر في بيروت وقصف الحديدة، وذلك لإعطاء فرصة للمفاوضات للوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة، ودون اتفاق المهلة معروفة ووقتها بدأ ينفد". مضيفًا: "بعد أربعة أيام على التفاوض يبدو أنَّ الفرصة ضعيفة، ونتنياهو ما زال يلعب بنار جهنم، ولا احد يمتلك السيطرة والتحكم اذا تدحرجت كرة النار"، هذا وقد واصل الطّيران الحربي الإسرائيلي خرقه المتكرر لجدار الصوت على فوق بيروت وجبل لبنان والجنوب.