كتب: رئيس التحرير
طال انتظار مجلس النواب لرئيسه أكثر مما يجب، إلى الحدّ الذي نسي الشارع العراقي أن هناك رئاسة لم تزل شاغرة، وبدا كما لو أنه الوضع الطبيعيّ. لكنّه بالتأكيد ليس كذلك.
عدم الاتفاق على رئيس للبرلمان إلى هذه الساعة يكشف عن خلافات عميقة ليس بين "المكوّنات" بل بين كلّ مكوّن على حدة أيضاً، وإذا كان هناك من يريد لهذه الخلافات أن تظلّ بعيدة عن أعين الجمهور فإنّه ينسى أننا في العراق، حيث تبيت الأسرار بين اثنين وتصبح على السنة الناس.
مبدئياً، لا يمكن حسم اسم رئيس البرلمان إلا في ظلّ توافق سياسيّ. أصبح هذا عرفاً حديدياً لا يمكن تجاوزه. لكنّ الاختيار أولاً وآخراً هو من صميم عمل المجلس نفسه وبيد النوّاب أنفسهم، ولو حدث أن النواب، جميعهم أو أغلبهم، قرروا التزحزح قليلاً عن مسبّقات كتلهم أو أن يحوزوا نوعاً من استقلالية "في هذا الملفّ حصراً" لاستطاعوا طيّ هذه الصفحة التي طال الوقوف عندها أكثر مما يجب.
قرأنا أمس عن عزم بعض النوّاب مفارقة مسلّمات كتلهم وأخذ المبادرة لاختيار رئيس لهم، في ظلّ حراكٍ سياسي كلما طال أمده بان عجزه. قد يكون عدد هؤلاء النواب قليلاً نسبياً "20 نائباً" لكنهم يشكلون سابقة وقد ينجزون الخطوة الأولى المؤدية إلى حلّ.
قال النائب حسين مؤنس أمس جملة تبدو صادمة لكنها حقيقية، قال: "إنّ الماراثون الذي استغرقنا فيه أشهراً عدّة يمكن أن ننهيه بساعات" .
ساعات العمل المستقلّ تعدل شهوراً من محاولات التوافق دون طائل.