بين التذمر والامتنان

آراء 2024/08/22
...

 رحيم عزيز رجب 


التذمر هو التعبير عن الاستياء والسخط. وعدم الرضا ويتجلى في التأفف والصراخ. حتى يصبح الامر مزعجا وغير محتمل. ولكن من غير الطبيعي أن يتذمر المرء دون أسباب حتى يصل بالمرء أو ببعض الاشخاص يستهويهم دور الضحية ولشدة ضعفهم وتواكلهم يكتفون بالشكوى والبكاء. ويحملون الآخر والقدر سوء أحوالهم، هؤلاء يهربون من تحمل مسؤولياتهم ومن تحمل نتائج افعالهم أيضا. فالكثير منا اليوم لا يخلو من مسؤوليات وظيفية واسرية واجتماعية تقع على عاتقه وما تصاحب هذه المسؤوليات من معاناة، خاصة إذا ما تزامنت مع عسر الحال والالتزامات الأسرية، التي تزيد عبئا على كاهل الفرد، مع نقص الخدمات لتضيق عليه الخناق، فيزيد في التذمر كما تزداد ارتفاع درجات الحرارة في مواسم الصيف اللافحة، لتضيف هما إلى همومه. لتحمل شكواه وتذمره في ذاكرته اينما رحل يبثها على الملأ، لتأطر بالشكوى واللعن والسب. وكأنه يعيش ظروفًا استثنائية بعيدا عمن يحيطونه. يقول د.جو فينال المحاضر العالمي ( كثير من الناس الذين ينظمون حياتهم على خير وجه في كل المناحي الأخرى يظل الفقر يطاردهم لافتقارهم لفضيلة الحمد والامتنان ) البعض أو السواد الاعظم من المجتمع يمر بأوقات عصيبة، تتنوع بتنوع البيئة والاسرة والمجتمع، الذي يحيطونه، فالجميع يشعر أحيانا بأن الامور لا تمضي على ما يرام أو من سيئ إلى أسوأ.. حتى يغوصوا في بحر من الشكوك والتظلم سواء كانت الغيرة والنقمة والبطر أو مشاعر عدم الاكتفاء، تلك المشاعر التي لا يمكن أن تجلب اليهم ما يريدون. وليس بوسعهم ألا أن ترد نحوهم المزيد مما لا يريدون. تلك المشاعر السلبية تعوق سبيل الخير اليهم، وإن كانوا غير ممتنين لما يمتلكون بالفعل، فسيكون ذلك التردد المهيمن على أفكارهم، والتي ترسلها وتبثها يؤكد د. لي براور مدرب ومختص في مجال النمو والتنمية. أن الممارسة اليومية للامتنان هي احدى القنوات التي ستعبر منها الثروة اليك.فما ان تبدا في الاحساس بشعور مختلف حيال ما لديك بالفعل سوف تبدأ في جذب المزيد من الاشياء التي يمكنك أن تكون ممتنا من أجلها. فجميع العلماء العظماء كانوا ممتنين بإسهاماتهم وما قدموه للعالم، ولذلك السر وهو الحمد والشكر والثناء، والتي لولاها ما كان لهم أن يتعلموا وينجزوا المزيد من تلك الإبداعات. وقد تكون أكثر استخدامات الامتنان قوة وفعالية، وهي تلك المتضمنة العملية الابداعية التي تستخدمها للحصول بسرعة على ما تريد، وكما نصح الدكتور (بوب بروكتور) في الخطوة الأولى للعملية الابداعية. اطلب فلتبدأ بكتابة الكلمات التالية: أنني سعيد وممتن الآن.....(واكمل بقية الجملة)، فعندما يصدر منا الثناء والحمد كما لو انك تلقيت ما تريد فإننا بذلك أرسلنا أشاره قوية بأننا نحظى بالفعل مما نصبو اليه، فلتكن عاداتنا أن نحسس مشاعرنا بالامتنان سلفا لليوم العظيم، الذي نستقبله كما لو إنه 

انتهى.