بيروت: جبار عودة الخطاط
لليلة الثانية على التوالي يكثف الطيران الإسرائيلي عدوانه غير المسبوق على بلدات البقاع اللبناني، وقد نجم عن هذا العدوان، إستشهاد شخص وإصابة عشرين آخرين، منهم إصابات حرجة، وردًا على ذلك قصف حزب الله قاعدة تسنوبار اللوجستية في الجولان السوري المحتل بصليات صاروخية.
في غضون ذلك، يتفاعل النقاش في الأمم المتحدة حيال مسألة التجديد لمهمة القوات الدولية في جنوب لبنان اليونيفيل وصلاحياتها، وما إذا يصار إلى تعديل تلك المهام، بينما يشدد لبنان على ضرورة الإبقاء على الوظيفة الحالية لليونيفيل، وعدم إجراء تعديل على ذلك، ومع أقتراب موعد التجديد المذكور، تضطلع فرنسا بدور رئيسي لضمان استمرار فاعلية اليونيفيل، حيث تكثف باريس مشاوراتها بغية الوصول لتوافق دولي يسفر عن تجديد مقبول لمهام القوات الدولية؛ حين تبرز توجهات من قبل إسرائيل وأميركا لإدخال تعديلات على عمل اليونيفيل؛ بما يؤهلها للتحرك داخل (أراضي لبنانية بحرية أكثر.(
وتلعب قوات اليونيفيل دورا حيويًا في العمل على إستدامة الهدوء على الحدود الجنوبية؛ مع فلسطين المحتلة، وهو الأمر المفقود منذ الثامن من تشرين الأول من العام الماضي، واحتواء كل حالات التصعيد بين حزب الله، والجيش الإسرائيلي، واللافت هو تجاوز العمليات العسكرية الإسرائيلية حدودها مع لبنان، لتمتد للعمق باتجاه البقاع؛ حيث كثفت غاراتها ولليلة الثانية على التوالي؛ وقد أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة، أن الغارات أدت لاستشهاد شخص، وإصابة عشرين آخرين بجروح من بينهم حالة حرجة، وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قد شن سلسلة غارات؛ استهدفت بلدات بوداي، وسهل بلدة النبي الشيت، والخضر في البقاع، فضلا عن إغارته ليلاً، على عدد من القرى الحدودية في وتيرة تصاعيدية.
وبهذا الاتجاه صرح وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، بأن "مركز الثقل ينتقل بشكل تدريجي من الجنوب، إلى الحدود الشمالية مع لبنان"، معلناً أن "الهجمات التي نفذناها في عمق لبنان؛ استعداد لأي تطورات قد تحدث".
وردًا على ذلك، أعلن الاعلام الحربي في حزب الله، في بيان له، قصف قاعدة تسنوبار اللوجستية في الجولان السوري المحتل بصليات من صاروخ كاتيوشا. كما أعلن الحزب أنه "وبعد مراقبة ومتابعة لقوات العدو الإسرائيلي، وعند رصد مجموعة من جنوده تتحرك في محيط ثكنة زرعيت استهدفها مجاهدو المقاومة الإسلامية بقذائف المدفعية"، وأعلن حزب الله أيضًا، استهداف موقع حدب يارون بقذائف المدفعية. يذكر ان حزب الله قد نعى أمس أربعة من عناصره إستشهدوا جراء العمليات العسكرية ضد الجيش الإسرائيلي.
وتعليقًا على القصف الصاروخي لحزب الله على الجولان المحتل؛ رأى زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أن "الحكومة الإسرائيلية خسرت الشمال". بينما أعلن الإسعاف الإسرائيلي في وقت سابق أمس، عن إصابة شخص بشظايا قذيفة في مستوطنة كاتسرين في الجولان؛ جراء سقوط قذائف أطلقت من لبنان، وفق ما نقل إعلام إسرائيلي. وأفادت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية، عن إصابة عدّة مبانٍ بقذائف صاروخية في مستوطنة كاتسرين بالجولان، مؤكدة إغلاق عدة شوارع ومحاور طرق في الجولان. في الأثناء، استهدفت غارة إسرائيلية؛ سيارة في منطقة الفيلات - مدينة صيدا، ما أدى – وفق مصدر أمني لبناني - إلى استشهاد الفلسطيني خليل المقدح، شقيق المسؤول القيادي في حركة فتح اللواء منير المقدح، الذي اتهمته إسرائيل بدعم كتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية بفلسطين. وتم انتشال الشهيد من السيارة، وسط تكبيرات الحشود المتجمهرة في المكان.
كما نفذ الطيران الحربي المعادي فجر أمس الأربعاء، غارات وهمية فوق قرى جنوب لبنان وبارتفاع منخفض. وكان الطيران الحربي المعادي شن بعد منتصف الليل، غارات استهدفت محيط بلدتي الناقورة وعلما الشعب، ما ادى الى اضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية. كما أغار بعد منتصف الليل، على وادي حامول قرب الناقورة، ووقع جراء ذلك وفق المعلومات الأولية شهداء وإصابات، بينما ذكرت قناة "المنار"، عن إصابة ثلاثة مسعفين من الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية، إثر غارة نفذتها طائرة مسيّرة إسرائيلية، واستهدفت محيط سيارة إسعاف كانوا يستقلونها لنقل جرحى من منطقة حامول في الناقورة.