بيروت: جبار عودة الخطاط
بعد ترقُّبٍ لأكثر من اسبوعين؛ أعلن حزب الله أمس الأحد الانتهاء من المرحلة الأولى من رده على اغتيال قائده الجهادي الكبير فؤاد شكر، تزامناً مع أربعينيّة الإمام الحسين "عليه السلام"، عبر عدد كبير من الصواريخ والمسيَّرات الهجومية التي دكَّت العديد من المواقع الحيوية في العمق الإسرائيلي، بينما زعم المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أنّ نحو 100 طائرة حربيّة إسرائيليّة، قامت، باستهداف وتدمير آلاف الأهداف في جنوب لبنان. حزب الله الذي درس خياراته العسكرية طيلة الفترة الماضية لترجمة رده على اغتيال قائده الجهادي "شكر" إلى عمليات مؤثرة في العمق الإسرائيلي، أعلن صباح أمس "الانتهاء من المرحلة الأولى بنجاح كامل، وهي مرحلة استهداف الثكنات والمواقع الإسرائيليّة، تسهيلاً لعبور المسيّرات الهجوميّة باتجاه هدفها المنشود في عمق الكيان، وقد عبرت المسيّرات كما هو مقرّر"، وأضاف الحزب في بيانه، أنّ "عدد صواريخ الكاتيوشا الّتي أُطلقت حتّى الآن تجاوز 320 صاروخاً باتجاه مواقع العدو"، مشيراً إلى أنّ "المواقع الّتي تمّ استهدافها وإصابتها، هي: قاعدة ميرون، مربض نافي زيف، قاعدة زعتون، مرابض الزاعورة، قاعدة السهل، ثكنة كيلع في الجولان السّوري المحتل، ثكنة يو أف في الجولان السّوري المحتل، قاعدة نفح في الجولان السّوري المحتل، قاعدة يردن في الجولان السّوري المحتل، قاعدة عين زي تيم، ثكنة راموت نفتالي". ونوه البيان، بأن "بقيّة التّفاصيل حول العمليّة العسكريّة، ستأتي في بيانات لاحقة". وكان حزب الله، أعلن"أنّه "في يوم أربعينيّة الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام)، وعند فجر هذا (أمس) الأحد الواقع في 25 آب 2024، وفي إطار الرّدّ الأوّلي على العدوان الصّهيوني الغاشم على الضّاحية الجنوبيّة لبيروت، الّذي أدّى إلى استشهاد القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر وعدد من أهلنا الكرام من نساء وأطفال، بدأ مجاهدو المقاومة الإسلاميّة هجوماً جوّياً بعدد كبير من المسيّرات نحو العمق الصّهيوني واتجاه هدف عسكري إسرائيلي نوعي سيعلَن عنه لاحقاً، وبالتّزامن مع استهداف مجاهدي المقاومة الإسلاميّة لعدد من مواقع وثكنات العدو ومنصّات القبّة الحديديّة في شمال فلسطين المحتلة بعدد كبير من الصواريخ". وأوضح في بيان، أنّ "هذه العمليّات العسكريّة ستأخذ بعض الوقت للانتهاء منها، وبعد ذلك سيصدر بيان تفصيلي حول مجرياتها وأهدافها"، مؤكّداً أنّ "المقاومة الإسلاميّة في لبنان الآن وفي هذه اللّحظات هي في أعلى جهوزيّتها، وستقف بقوّة وبالمرصاد لأيّ تجاوز أو اعتداء صهيوني، وبالأخص إذا تمّ المسّ بالمدنيّين فسيكون العقاب شديداً وقاسياً جدًّاً"، وفي بيان آخر أعلن حزب الله "إطلاق جميع المسيّرات الهجوميّة في الأوقات المحدّدة لها ومن جميع مرابضها، وعبرت الحدود اللّبنانيّة الفلسطينيّة باتجاه الهدف المنشود ومن مسارات متعدّدة، وبالتّالي تكون عمليّتنا العسكرية لهذا اليوم قد تمّت وأُنجزت بحمد الله". وشدّد على أنّ "ادّعاءات العدو حول العمل الاستباقي الّذي قام به والاستهدافات الّتي حقّقها وتعطيله لهجوم المقاومة، هي ادّعاءات فارغة وتتنافى مع وقائع الميدان".
إزاء ذلك، الجيش الإسرائيلي وعبر المتحدّث باسمه أفيخاي أدرعي، زعم أنّ "نحو 100 طائرة حربيّة تابعة لسلاح الجو، قامت بتوجيه من القيادة الشّماليّة وهيئة الاستخبارات، باستهداف آلاف المنصّات التّابعة لحزب الله، الّتي تمّ وضعها وزرعها في جنوب لبنان" على حد زعمه.
مشيراً في تصريح، إلى أنّ "معظم هذه المنصّات كانت موجّهة نحو منطقة الشّمال، وبعضها نحو منطقة وسط البلاد. كما تمّ استهداف أكثر من 40 منطقة إطلاق".
وتفيد المعلومات من جنوب لبنان، بأنّ "غارات إسرائيليّة عنيفة ومتتالية استهدفت عدداً من المناطق في جنوب لبنان، منها: مليخ، المحمودية، شمع، طيرحرفا، كونين، عيتا الشعب، عين قانا، دير سريان، زبقين، حرش بيت ياحون". في الأثناء، طالب مكتب المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان وقوّات "اليونيفيل" في بيان مشترك إثر التطوّرات الساخنة عبر الخط الأزرق، إلى أنّه "في ضوء التطوّرات المقلقة على طول الخطّ الأزرق منذ الصّباح الباكر، يدعو مكتب المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان و(اليونيفيل)، الجميع إلى وقف إطلاق النّار والامتناع عن المزيد من التّصعيد".
إلى ذلك، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأنّ "وزير الحرب أعلن حالة تأهّب خاصّة على الجبهة الدّاخليّة، لمدّة 48 ساعة"، فيما أفادت القناة 12 الإسرائيليّة بـ"إغلاق مطار بن غوريون أمام حركتَي الهبوط والإقلاع، في ضوء الأوضاع الأمنيّة".