طابوقٌ جديدٌ يُصنّع من المباني المهدمة والهواء

علوم وتكنلوجيا 2024/08/27
...

 ترجمة: شيماء ميران

ماذا لو تمكنَّا من استخدام طابوقٍ اسمنتي متجددٍ لبناء هياكل الأبنية الجديدة؟ ربما لا يبدو حقيقياً، لكنْ رغم أنَّ البناء هو أحد أكبر العوامل الباعثة للغازات الدفيئة والتي تتسبب بمرور الوقت في ارتفاع درجات الحرارة عالمياً، فإنَّ هذه العمليَّة الجديدة التي تمَّ الكشف عنها لأول مرة في العام 2021 قد تُغيّر ذلك في القريب العاجل.
تسمى هذه العملية الجديدة التي يتولى رئاستها مجموعة باحثين من جامعة طوكيو بـ»نظام تدوير كاربونات الكالسيوم» لغرض البناء أو «C4S”. لا يزال البناء هو أحد العوامل المحركة الرئيسة لتغير المناخ بسبب ما تحتاجه من درجات حرارة شديدة لتسخين الحجر الجيري بدرجة كافية لإنتاج الكالسيوم، وهو أحد أهم مكونات الاسمنت البورتلاندي.
إلا أنَّنا يمكن أنْ نقللَ من كمية الغازات الدفيئة المنبعثة من خلال تصنيع طابوقٍ اسمنتي متجددٍ، لن نحتاج فيه الى إنتاج الكثير من الكالسيوم من الحجر الجيري ذاته. وبدلاً من ذلك، يمكننا إعادة استخدام الطابوق المستخدم في الأبنية المهدمة ومخلفات البناء وتحويلها الى طابوقٍ جديد.
وهذا سيساعد أيضا على أنْ يصبحَ الحجر الجيري مورداً مستداماً، تماماً مثل الكثير من الموارد الثمينة الأخرى التي نعتمد عليها في مختلف الصناعات التي يقوم بها الإنسان، والتي ستبدأ بالنفاد عاجلاً أم آجلاً.
لكنْ باستخدام عملية “C4S”، تمكن الباحثون من جمع بقايا الأبنية المهدمة وثاني أوكسيد الكربون من الهواء لإنشاء خرسانة كربونات الكالسيوم.
ففي العام 2021، كانت الكتل المصنعة صغيرة نسبياً وذات متانة منخفضة مقارنة بكتل الطابوق العادي. لكنَّ الباحثين مؤخراً أخذوا الكتل الاسمنتيَّة من مبنى مدرسة مهدم وطحنوه الى مسحوقٍ ناعم، ثم تمَّ خلطه مع ثاني أوكسيد الكربون على مدى ثلاثة أشهر لتصنيع طابوقٍ اسمنتي متجدد.
وكانت النتيجة طابوقة مضغوطة مصنوعة من محلول بيكربونات الكالسيوم والتي تمَّ وضعها في قالبٍ ثم تسخينها لتصنيع كتلة جديدة، ويقال إنها كبيرة وقويَّة بما يكفي لاستخدامها ليس في بناء منازل صالحة للعيش فقط، بل حتى في رصف الرصيف.
تعدُّ هذه خطوة كبيرة ومهمة باتجاه تصنيع طابوق اسمنتي متجدد ومناسب. وبحلول العام 2030، تأمل الشركة في بناء منزلٍ مكونٍ من طابقين باستخدام الطابوق الجديد هذا. كما تبحث الشركات الأخرى عن طرقٍ لإحداث ثورة في الصناعة الخرسانيَّة، حتى أنَّ إحدى الشركات قامت بتصنيع خرسانة خالية من الاسمنت بالكامل “الخرسانة الحرة”.
ومن الجدير بالذكر أنَّ مجلة “Advanced Concrete Technology- تقنية الاسمنت المطور” نشرت البحث الذي أُجري عن عملية C4S مؤخراً. كما أنَّ أول موقع نُشر فيه عن الطابوق الاسمنتي الثوري الجديد المصنع من بقايا المباني المهدمة وثاني أوكسيد الكاربون هو “BGR”، وهي مدونة ويب متخصصة في التكنولوجيا والأدوات
 الاستهلاكيَّة.
عن dnyuz