القاهرة: إسراء خليفة
وصلت المفاوضات التي جرت في القاهرة من أجل وقف الحرب في غزّة إلى طريق مسدود، وغادرت الوفود القطريَّة والأميركيَّة والمضيف المصري وكذلك وفدا حماس وإسرائيل بدون التوصل إلى حل نهائي للحرب التي وصلت إلى شهرها الـ11.
وقال مصدر أمني مصري مسؤول: إنَّ هناك نقاطاً عديدة تم الاتفاق عليها بين الأطراف المشاركة، لكنَّ هناك نقاط خلاف لم يتم التوصل لها تتضمن اعتراض مصر على الوجود الإسرائيلي بمحور فيلادلفيا، وهو شريط ضيق من الأرض يبلغ طوله 14.5 كيلومتراً على امتداد الحدود الجنوبية لقطاع غزّة مع مصر.
وأضاف المصدر أنَّ هناك مقترحاً جديداً يتمثل في انسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا على طول الحدود بين مصر وغزّة كلياً فور إتمام صفقة المحتجزين، وهذا ما اعترضت عليه إسرائيل، حيث تريد الانسحاب فقط من 3 كلم من محور فيلادلفيا، وهناك تمسك مصري بضرورة انسحاب إسرائيل بشكل كامل من محور فيلادلفيا، ولكن لمنع تعطيل الصفقة تسعى القاهرة لأن يكون الانسحاب على مرحلتين.
وأشار إلى أنَّ مصر أبلغت الوفد الإسرائيلي أنها لن تنسّق إلا مع الجانب الفلسطيني في معبر رفح، ولن تتنازل عن الانسحاب من محور فيلادلفيا ومعبر رفح بشكل كام، وقال المصدر المصري إنَّ الوسطاء طرحوا عدداً من البدائل لوجود القوات الإسرائيلية على ممر فيلادلفيا وممر نتساريم الذي يمر عبر وسط قطاع غزّة، لكن الطرفين لم يقبلا أياً منها.
ونقلت شبكة "سي أن أن" عن مسؤول أميركي تأكيده أنَّ المناقشات ستستمر خلال الأيام المقبلة، وأنَّ الفرق التفاوضية ستبقى في القاهرة لحل القضايا المتبقية.
وكانت حركة حماس قد أكدت قبل بدء جولة القاهرة أنها ملتزمة باقتراح وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن في الثاني من تموز، ووافق عليه مجلس الأمن، كما طالبت الوسطاء بتقديم خطة لتنفيذ ما قبلته في تموز وإلزام إسرائيل بذلك، بدل الدخول في مفاوضات جديدة.
وبرزت إشكالية محور فيلادلفيا بعد إصرار رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عدم الانسحاب من المحور رغم أنَّ تلك القضية لم تطرح أبدا في أي جولة للمفاوضات، وكان ما تم التوافق عليه سابقاً يشير إلى الانسحاب من المحور. ويتهم مسؤولون أمنيون والمعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق خشية انهيار حكومته وفقدان منصبه، إذ يهدد وزراء اليمين المتطرف بالانسحاب منها وإسقاطها إذا قبلت باتفاق ينهي الحرب. ميدانياً، أعلنت كتائب القسام- الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أنَّ مقاتليها نفذوا كمينا محكما استهدف قوة إسرائيلية تحصنت في أحد المنازل بمنطقة القرارة شمال شرق خان يونس بقذيفة مضادة للتحصينات وقذيفة أخرى مضادة للأفراد، وأضافت أنه بعد ذلك فجر المقاتلون عين نفق فُخِخت مسبقاً في قوة قوامها 5 جنود تقدمت للمكان وأوقعوها جميعا بين قتيل وجريح. وكانت القسام أعلنت أمس الأول الأحد، أنَّ مقاتليها نفذوا كمينا محكما بحي الزيتون في مدينة غزة وفجّروا حقل ألغام في قوة إسرائيلية مدرعة.
وقتل ما لا يقل عن 7 جنود إسرائيليين خلال الأيام الأربعة الأخيرة، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إنَّ 4 جنود احتياط قتلوا خلال نهاية الأسبوع في قطاع غزّة.
وقصفت كتائب القسام فجر أمس الاثنين، للمرة الثانية خلال أقل من شهر، تل أبيب بصاروخ من طراز "مقادمة-إم 90" رداً على استهداف المدنيين وتهجيرهم في قطاع غزة. وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل توجه الإسرائيليين إلى الملاجئ بعد انطلاق صفارات الإنذار في تل أبيب.
من جانب آخر، أدان الأزهر الشريف هجمات الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي العربية اللبنانية وحذّر من خطورتها على استقرار المنطقة.
وقال الأزهر الشريف في بيان صحفي، إنَّ ما يقوم به الاحتلال من استمرار زعزعة الاستقرار في المنطقة والتصعيد الخطير الذي تشهده الأراضي العربية اللبنانية من قصف طائرات الاحتلال، يزيد من وتيرة الحرب التي يشنها الكيان المحتل على الأراضي الفلسطينية وشمال دولة فلسطين المحتلة، مشددًا على أنه لا سبيل لوقف تلك التصعيدات الخطيرة التي تشهدها المنطقة سوى الوقف الفوري للعدوان على غزة.