بخيل موليير بعد 356 عاماً

ثقافة 2024/08/28
...

  أحمد عساف

كتبت مسرحية "البخيل" التي هي من تأليف موليير وإعداد وإخراج رنا جمول وعرضت مؤخرًا على خشبة مسرح الحمراء بدمشق في العام 1668. وقد مرَّ على عرض المسرحية الأول ما يقارب 356 عامًا وما زالت تقدم على كثيرٍ من المسارح العالميّة والعربيّة.
وقد أجادت الفنانة رنا جمول من إعداد وإخراج هذا العمل، نجحت حين جعلته معاصرًا وبنت عليه كنص مسرحي العديد من الإسقاطات المعاصرة على الواقع السوري الراهن مع الابقاء على بعض الشخصيات الأساسية مثل "هارباغون" البخيل، والابن، وغيرهما من دون المساس في بنية العمل الأساسي، أو تشويه للنص. ومثلما هو معروف عن مسرح "موليير" الذي يتميز بالكوميديا، رغم السوداوية أحيانًا، نجحت المخرجة من تقريب شخصيات العرض إلى المتلقي السوري بدءًا من استخدام اللهجة المحكية الشامية، وعبر إضافة بعض اللهجات المحلية الأخرى  مثل لهجة "دير الزور" للفنان أحمد الحميدي "بسّام". واللهجة الماردلية "القامشلي" للفنان خوشناف ظاظا "أبو زينة".
تبدأ المسرحية بحوار بين خالد زياد مولوي "موفق البخيل" وأحمد الحميدي "بسّام" الذي كان يعمل عنده، فيطرده البخيل مع بداية كل أول شهر كي لا يدفع له راتبه الشهري، ثم يعيده لعمله ثانية، نجح الحميدي بإضفاء جو من الكوميديا على دوره اللافت في هذا العرض.    
على حين أن ابن البخيل، علي حميده "وسيم" الذي اعتاد على بخل والده، ويقول له "يا أبي عظامك ذهب"، يعرف وسيم أن والدته وشيقته هاجرتا إلى هولندا من شدة بخل والده، وعشقه لجمع المال. لكنّه يساير والده كثيرا، ويحظى بمصروفه مما ترسله له والدته وشيقته أحيانًا، ومن مراهناته على مباريات كرة القدم، لكنّه يخسر ماله  في رهانه على مباراة البرتغال وفرنسا. وهنا يلجأ ومع بسّام العامل عند والده، لبيع الفرش المستعملة عند أحد تجار الحروب "أبو زينة"، وهنا يكون طقسًا من المقامرة بين بسام العامل وأبو زينة، لكن وسيم يكتشف أن ثمة علاقة بين والده وذاك التاجر، فينتهي الأمر عند الانصراف.
وسيم الذي يلتقي مصادفة بصبية جميلة، هي الفنانة زينة المصري "وصال" معلمة المدرسة، ويحدث بينهما حب يواجه بصدمة ثم ينتهي بسعادة عبر الكثير من الاحداث الشيقة حتى  يحدث زلزال قوي، وهو اسقاط لافت وظفته المخرجة وبكل نجاح. ومع اقتراب الزلزال من المنزل أكثر  يقترب الابن وسيم من أبيه، ويقول: أبي تعال معنا لنهرب من الزلزال، يرد عليه: اذهبوا جميعا وسأبقى مع صندوقي الذهبي، أموت وأحيا معه. ثم يحتضن الصندوق ويجثم فوقه بكل تشبّث وبكلتا يديه ويحتضنه.