بيروت: جبار عودة الخطاط
أحيا لبنان أمس السبت، الذكرى السنوية الـ 46 لتغييب السيد موسى الصدر، في ليبيا، في وقت تعيش فيه البلاد ظروفاً بالغة التعقيد سياسياً، واقتصادياً، وأمنياً حيث الشغور الرئاسي الممتد منذ مغادرة ميشيل عون قصر بعبدا في 30/ 10/ 2022، والاشتباكات الساخنة التي يخوضها حزب الله ضد جيش الاحتلال الصهيوني في جنوب لبنان، فضلاً عن الأزمة الاقتصادية الحادة.
ولم تك السنوات الـ 46 التي أعقبت غياب السيد الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب، والصحافي عبّاس بدر الدين، سهلة على لبنان، إذ مرت مثقلة بالعواصف والأزمات التي تركت بصمتها الكارثية على البلاد، وبقيت مسألة غياب الصدر الذي اختفى في ليبيا يوم 31 آب عام 1978، ملتبسة غامضة حتى اللحظة.
وفي ذلك شدد وزير الصناعة اللبناني جورج بوشكيان، على أن "ذكرى السيد الصدر حاضرة غير مُغيَّبة، مواقفه الوطنية تستعاد يومياً، أقواله محفورة في الذاكرة والقلوب والوجدان". مضيفاً: "قامته المهيبة وطلّاته المنبريّة جذبت الناس من كلّ المقاصد والطوائف، وتبعته حول كلمة سواء وعدل ومواطنة. رجل الانفتاح والحوار والتلاقي، حمل صفاته رئيسُ المجلس النيابي نبيه بري الحريص على لبنان الواحد والموحّد".
بينما أشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب الدكتور قاسم هاشم، إلى أن "اللبنانيين يستحضرون اليوم ذكرى قامة وقيمة وطنية عربية وإنسانية ملأت المساحة حضوراً رغم الغياب، السيد الصدر كان قائداً مؤثراً في كل زمن يغرف من الآم وآمال شعبه ويحملها بصدق وعنفوان على مساحة الوطن من جنوبه إلى شماله ومن شرقه إلى غربه، وكان حاضراً اينما تطلب الحضور من حدود القاع إلى قمم العرقوب من شبعا وكفرشوبا كما صور وبعلبك وبيروت، لذلك أقل الوفاء ولو بكلمة ووقفة أن نتعاطى مع هذه الذكرى بمستواها الوطني والإنسانية".
بدوره، أكد المستشار الثقافي في السفارة الإيرانية ببيروت السيد كميل باقر، أن "منظومة السيد الصدر الفكرية تعتبر من أكثر المنظومات الفكرية قيمة لأن قضية فلسطين والقدس تشكلان محوراً أساسياً فيها"، وأوضح أن "فكر السيد الصدر يسعى إلى الجمع بين القيم الإنسانية والحضارية"، داعياً إلى "الاستمرار في دراسة وتحليل هذا الفكر لإيجاد حلول للتحديات الراهنة".
واللافت في هذه الذكرى زيارة السفير السعودي وليد البخاري أمس السبت إلى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب ورئيس حركة أمل نبيه بري، ومعلوم بأن السيد المغيَّب هو من أسس حركة أمل التي كانت تسمى بـ"حركة المحرومين".
على صعيد آخر، تواصل جبهة لبنان الجنوبية مع فلسطين المحتلة عملياتها العسكرية، حيث أعلن حزب الله في بيان، استهدافه عند الساعة 08:50 من صباح (أمس السبت) 31-8-2024 موقع المرج بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة، بينما قصفت المدفعية الصهيونية أطراف بلدة يحمر الشقيف، واندلاع النيران على مشارف المنازل.
كما استهدف القصف المدفعي الصهيوني، بلدتي دير سريان والطيبة في قضاء مرجعيون، في حين سجل الطيران الحربي الصهيوني تحليقاً مكثفاً فوق منطقة حاصبيا ومزارع شبعا المحتلة، وصولاً حتى أجواء البقاع منفذاً غارات وهمية.