بيروت: جبار عودة الخطاط
برغم الدخان الكثيف الذي تفرضه الاشتباكات العسكرية المتصاعدة لجبهة الإسناد في جنوب لبنان؛ على المشهد السياسي، فإن الملف الرئاسي المتعثر مازال في صدارة اهتمام الشارع السياسي في البلاد، وثمة ترقب لاجتماع مهم في السعودية بعد غد الخميس يضم الموفد الرئاسي الفرنسي لودريان وشخصيات سعودية فاعلة بشأن الملف الرئاسي اللبناني.
وليس بعيداً عن ذلك، تراقب اللجنة الخماسية المعنية بتحفيز ملف رئاسة الجمهورية في لبنان، والمؤلفة من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا ومصر والسعودية وقطر؛ الوضع في لبنان لا سيما ما يتصل منه بالحراك السياسي، لبلورة صيغة توافقية تخرج الملف الرئاسي من عنق الزجاجة، وعلمت "الصباح" بأن اللجنة الخماسية لم توقف اتصالاتها، برغم الأجواء المشتعلة في جنوب لبنان، وهي بصدد تكثيف نشاطها من جديد، بعد أن تنفس الجميع الصعداء؛ إثر رد حزب الله المدروس على اغتيال قائده فؤاد شكر، وقد رحبت اللجنة بالقرار الأممي الخاص بالتجديد لقوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (اليونيفيل)، وهي تسعى لإحداث الخرق المطلوب في الجدار الرئاسي المغلق منذ تأريخ 30 تشرين الأول 2022.
ووفقاً لما نقلته تلفزة لبنانية فإن السفير السعودي في بيروت وليد البخاري؛ غادر بيروت متوجهاً إلى المملكة العربية السعودية، بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة ببيروت، وثمة ترقب لاجتماع مهم في السعودية يوم الخميس المقبل يجمع الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان والمستشار في مجلس الوزراء السعودي للشؤون الخارجية والمعني بشكل مباشر بملف لبنان نزار العلولا، فضلاً عن السفير السعودي في بيروت وليد البخاري، وتفيد المعلومات بأن باريس أطلقت مبادرة جديدة في الملف الرئاسي نقلها السفير الفرنسي في بيروت هيرفي ماغرو الأسبوع المنصرم، عبارة من أفكار بالاستعداد لعقد جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية، بحيث تكون هذه الجلسة في منأى عما يحصل في المنطقة، وهذا ما ناقشه السفير السعودي مع رئيس مجلس النواب اللبناني بيه بري قبل حزم حقائبه والتوجه إلى الرياض للمشاركة في اجتماع الخميس.
في السياق، أكد النائب عن حركة أمل، قاسم هاشم، أن "اللجنة الخماسية مقتنعة بأن مبادرة الرئيس بري هي الأسرع والأسهل حالياً لانتخاب رئيس للجمهورية لأنها تحمل آلية محددة وتوقيتاً لا يتجاوز الأسبوع"، لافتاً في تصريح له أمس الاثنين إلى أن "هناك اتصالات ومحاولات من كل أصحاب المبادرات واللجنة الخماسية لإيجاد مساحة من التلاقي على مبادرة الرئيس نبيه بري"، وشدد هاشم على أن "الرئيس بري متمسك بمبادرته الرئاسية، ويعتبر أنها الفرصة الوحيدة اليوم لتحريك الملف بشكل جدي وسريع وإعادة إحياء حراك سفراء الخماسية، لاسيما في ظل الظروف التي نمر بها والتي تتطلب وحدة موقف وإجماعاً من الأطراف كافة على الرئيس والحكومة المقبلة وتخليهم عن تعنتهم ورفضهم للحوار والذهاب إلى المساحة المشتركة".
ميدانياً، تواصل جبهة الجنوب اللبناني اشتعالها أعلن مركز عمليّات طوارئ وزارة الصحة العامة، في بيان له أمس الاثنين، "استشهاد شخصين جرّاء غارة العدو الصهيوني على سيّارة في بلدة الناقورة". وكان الطّيران المسيّر الصهيوني أغار مستهدفاً سيّارةً على طريق عام الناقورة، وعلى إثرها تحرّكت سيارات الإسعاف إلى المكان".
بينما أعلن حزب الله اللبناني في بيان له أمس الاثنين، أنّ "دعماً لشعبنا الفلسطيني الصّامد في قطاع غزة، وإسناداً لمقاومته الباسلة والشّريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلاميّة صباح (أمس) الاثنين، انتشاراً لجنود العدو في مرتفع عداثر بقذائف المدفعيّة؛ وأصابوه إصابةً مباشرة"، في وقت تعرّضت فيه بلدات عيتا الشعب ويارون وأطراف بلدتَي حولا ومركبا، لقصف مدفعي إسرائيلي بقذائف من الأعيرة الثّقيلة، يُسمع دويها لمناطق بعيدة في الجنوب اللّبناني.