لورا كامينغ
ترجمة: كريمة عبد النبي
استضافت مدينة أدنبرة في اسكتلندا المهرجان الدولي للفنون الشهر الماضي, وتضمنت فعالياته العديد من حفلات الموسيقى الكلاسيكية وأعمالاً مسرحية وأوبرا الرقص, بالإضافة إلى معارض فنية لمجموعة لوحات عالمية شهيرة وورش فنية.
وفي ما يتعلق بالمعرض الفني فقد استضافت قاعات المهرجان عدداً من اللوحات التي أثارت اهتمام رواد ونقاد الفن, منها لوحة الفنان الغاني آل أناتسو وهي مصنوعة من قناني الخمر الفارغة وعلاماتها وتسمياتها التي أخاطها معاً باستخدام أسلاك نحاسية.
وتحكي اللوحة التي أطلق الفنان اسم “ملابس امرأة” عليها, قصة طويلة عن العمل في هذه البقعة من الأرض, التي عانت تاريخياً من الاستعباد, حيث كانت هذه البلاد تعاني من الاستعمار.
ومن جانب آخر، تحكي هذه اللوحة جزءاً من تاريخ غانا, وقد استخدم فيها الرسام قناني الخمر الفارغة, بوصفها تجارة رائجة لهذه الدولة مع الغرب خلال فترة الاستعمار, بالإضافة إلى تجارة الذهب والبشر.
ولم تقتصر أعمال هذا الرسام على اللوحات فقط، بل شملت منحوتات من الخشب عكست وجهة نظر هذا الفنان عن المأساة التي عاشها أبناء بلده خلال فترة الاستعمار, بينما تظهر بعض أعماله الأخرى الأمل والبهجة والإنسانية. وتعد مشاركة هذا الفنان في هذا المهرجان هي الأكبر في مهرجانات الفن التي تقام في بريطانيا.
ومن غانا أيضاً، شارك الرسام إبراهيم مهاما وهو من مواليد 1987. وقد عكست لوحات هذا الفنان، مثله مثل مواطنه آل أناتسو، معاناة الشعب الغاني أثناء فترة الاستعمار وعلى الأخص الطبقة العاملة وما كانت تواجهه من مصاعب في حياتها نظراً لاستغلالها من قبل متنفذي الاستعمار. وقد تمكن هذان الرسامان من تحويل بقايا الأشياء والنفايات إلى قطع فنية وجدت طريقها إلى المعارض العالمية.
ومن المشاركين في معرض هذا المهرجان الرسامة الأميركية هايلي باركر المولودة عام 1973 حيث شاركت بلوحة “حدائق كاليفورنيا” التي أثارت دهشة الناظرين نظراً لموضوعها الذي عكس منظراً طبيعياً بألوان متناسقة.
كما تضمن معرض المهرجان عدداً من أعمال الرسام الأيرلندي السير جون لافيري (1856-1941). تنقل هذا الرسام بين فرنسا، المغرب، مونتي كارلو، فينيسيا وإسبانيا حيث عكست لوحاته طبيعة هذه الأماكن التي زارها. وقد أشتهر هذا الفنان برسومه للنساء ومن بين أشهر أعماله لوحة “الآنسة ماري بوريل” و “السيدة لافيري”.
وتشير آراء النقاد إلى أن هذا الرسام سبح بفنه عكس التيار حيث تحدت لوحاته التي تمثل المناظر الطبيعية والصور الشخصية الأساليب التقليدية للفن في عصره. وقد وصفه بعض نقاد الفن بأنه فنان الحرب وذلك لمهارته الفنية في رسم لوحات تمثل جنوداً يعانون من جروح نتيجة الحروب ولوحات تمثل جنوداً أمواتاً.
ومن بين الرسامين المشاركين في هذا المهرجان الفنان البولندي كارول رادزيزويسكي, والرسامة الأيرلندية هيلينا براون التي شاركت في المعرض الفني لهذا المهرجان ببورتريه لوالدتها.
ويعدُّ هذا المهرجان الأقدم في أسكتلندا, حيث بدأ عام 1947 وبموعد ثابت في شهر آب ولمدة ثلاثة أسابيع من أجل إثراء وازدهار الحياة الثقافية في أسكتلندا وبريطانيا وأوروبا بعد الحرب العالمية الثانية, ومع مرور الوقت أصبح هذا المهرجان من أهم المهرجانات الفنية التي تجتذب العديد من الفنانين من مختلف دول العالم وفي كافة المجالات الفنية وعلى الأخص فن المسرح حيث تعرض عدد من المسرحيات العالمية.