ا.د. عامر صباح المرزوك
إن (سلسلة كراسات مسرحية)، هي المشروع الشخصي ذو الصبغة المعرفية الذي ابتكره الناقد الدكتور بشار عليوي، ويحمل كلَّ واحد منها عدداً مخصوصاً بها، مُحاولاً من خلال قسم منها التعريف بشخصيات ورجالات المسرح ممن كانت لهم معه محطات مُهمة في حياته كجُزء من الوفاء لهؤلاء الشخصيات، وعرفاناً بصنيع جميلهم في الحياة والمسرح وعلى كافة المُستويات.
ويأتي هذا الكتاب (مهرجان المسرح العربي: تجربة مركز المؤتمرات الصحفية في العراق) ليحمل العدد 3 من سلسة الكراسات، والصادر عن دار الفرات للثقافة والإعلام في بابل بواقع (128) صفحة من القطع الصغير، وهوَ عن تجربته الشخصية في إدارة (مركز المؤتمرات الصحفية) إحدى واجهات «مهرجان المسرح العربي» بدورتهِ 14 والذي نظمتهُ الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار ونقابة الفنانين العراقيين ودائرة السينما والمسرح في بغداد للمدة من 10 إلى 18 كانون الثاني 2024م، حينما تم تكليفه من قبل الهيئة العربية للمسرح بإدارة عمل هذا المركز بوصفهِ قلب المهرجان النابض والواجهة الصحفية له من خلال دورهِ الحيوي في إقامة المؤتمرات الصحفية اليومية خلال أيام المهرجان للتعريف بجميع فعالياتهِ وأنشطتهِ المتنوعهِ والمُتجسدة بالعروض المسرحية والمجال الفكري والمسابقات المسرحية وغيرها.
وقد اختار عليوي زملاءه من إعلاميين أكفاء كي يكوّنوا فريق المركز، وهُم كُل من: (علياء المالكي، وضياء الأسدي، ونور اللامي) الذينَ تولوّا وبكل حرص ومُثابرة ومهنية كتابة وتحرير التقارير الصحفية حولَ مُجريات المؤتمرات التي كانَ يُنظمها المركز بشكل يومي في مقرهِ بفندق فلسطين الدولي، إذ كانَ يتم نشر تلكَ التقارير مُباشرة في نشرة «المسرح العربي» اليومية الصادرة عن المهرجان، ضمنَ تراتبية عمل خاصة مُنضبطة ودقيقة تحت إشراف ومُتابعة الفنان غنام غنام مسؤول المجال الإعلامي في المهرجان.
يأتي هذا الإصدار سعياً لتوثيق عمل مركز المؤتمرات الصحفية التابع لمهرجان المسرح العربي/الدورة 14 ولأول مرة في تاريخ مهرجان المسرح العربي على مدى جميع دوراتهِ، وجمع نتاجات العاملين في المركز، وتبوبيها وتقديمها بشكل توثيقي من خلال جعل محتويات الكُراس وثيقة مهمة من وثائق المهرجان تكون مُتاحة أمام الباحثين والدارسين والمهتمين بشؤون المسرح العربي المُعاصر.
وقد كتب الفنان غنام غنام تقدمة للكاتب جاء منها: لقد كان مركز المؤتمرات الصحفية قلباً نابضاً في كل الدورات من المهرجان، خاصة أن الهيئة العربية للمسرح، جعلته منبراً لإلقاء الضوء على كل فعاليات المهرجان، العروض في كافة المسارات، المؤتمر الفكري بندواته ومشاركيه، المكرمين في كل دورة، صاحب رسالة اليوم العربي للمسرح، الفائزين في مسابقات الهيئة السنوية (تأليف النص المسرحي للكبار وتأليف النص المسرحي للأطفال والبحث العلمي المسرحي)، الندوات التطبيقية، الورش التدريبية، الإصدارات الخاصة بالمهرجان وكتابها، إضافة للمؤتمرات المخصصة لإدارة المهرجان وللجهات القائمة عليه والشركاء، مما يعني ما يزيد على ثلاثين مؤتمراً خلال أيام المهرجان، وهو الأمر الذي يجعل المركز خلية نحل في عمله، خاصة أنه يصبح مصدراً للمعلومات والتقارير والصور التي تتزود بها كل أطراف المعادلة
الإعلامية المعنية بالمهرجان.
وهكذا فإن مهرجان المسرح العربي الذي تنظمهُ (الهيئة العربية للمسرح) سنوياً في أحد البُلدان العربية، هو ملتقى إبداعي وفكري وتكويني يجمع المسرحيين العرب من داخل الوطن العربي وخارجه إلى جانب ضيوفه من مبدعين ومؤسسات دولية، وقد تجاوز هذا المهرجان الصيغ الدارجة للمهرجانات لأنه صار موسماً مسرحياً يلقي بظلاله على نتاج المسرح في الوطن العربي بأكمله، ويتفاعل على مدار العام، وما أيام انعقاده في يناير سوى تتويج لهذا الحراك.
أبارك للناقد الدكتور بشار عليوي هذا الإصدار المهم، وهو يوثق تجربة مسرحية معاصرة، من خلال عمله فيها، وهذا ما يحسب له، فإنه أول من بادر في توثيق عمل مركز المؤتمرات الصحفية المرافق لمهرجان المسرح العربي الذي تقيمه الهيئة العربية للمسرح سنوياً
في بلدان الوطن العربي.