تمهيداً لدرسه بشكلٍ أفضل «بيبي كولومبو» يستطلعُ عطارد سنة 2026

علوم وتكنلوجيا 2024/09/09
...

 باريس: أ ف ب


مرّ المسبار الفضائي المزدوج «بيبي كولومبو» BepiColombo ليل الأربعاء إلى الخميس على مقربة من عطارد في مهمة استطلاعية لموقع أصغر الكواكب وأكثرها شهرة في النظام الشمسي، تمهّد لدراسته على نحو أفضل سنة 2026.

وكان تحليق “بيبي كولومبو” فوق سطح عطارد الرابعة من أصل ست رحلات فوق الكوكب ينبغي أنْ تنفذها المركبة الفضائية الأوروبية اليابانية قبل الوصول إلى هدفها. ويبلغ مسافة هذه الرحلة تسعة مليارات كيلومتر، وانطلقت في تشرين الأول 2018 بواسطة صاروخ “أريان 5”.

وأوضح عالم الفلك في مرصد “باريس-لي إس إل” Paris-PSL ألان دوريسونديرام إنه عطارد “هو الكوكب الأقرب إلى الشمس، ويُعد الوصول إليه الأصعب بالنسبة إلى مسبار ينشط بين الكواكب”. لكنّه ليس أبعد من المريخ، ويمكن الوصول إليه في أفضل الأحوال خلال سبعة أشهر. وتكمن المشكلة تالياً في أنَّ إبقاء المسبار في مداره صعب، إذ إنَّ كتلة عطارد الصغيرة تجعل جاذبيته ضعيفة جداً مقارنة بجاذبية الشمس.

وشرح عالم الفلك أنَّ “كبح المركبة وتوقفها عند عطارد يتطلب طاقة أكبر بكثير من الذهاب إلى المريخ”، ومن غير المستبعد أنْ تتحول رماداً أو تضيع في النظام الشمسي. وفي ذلك تكمن أهمية اعتماد طريقة المساعدة بواسطة الجاذبية، إذ تتيح للمسبار، عند مروره بالقرب من جرم سماوي، تسريع مساره أو إبطاءه وتعديله.

وبدأت مركبة “بيبي كولومبو” التي تزن أربعة أطنان رحلتها بالتحليق فوق الأرض والزهرة. وكان كل شيء يسير على ما يرام حتى نيسان الفائت، عندما أدى حادث تغذية للمركبة بالطاقة الكهربائية إلى تعريض المهمة للخطر، إذ لم يعد محركها الأيوني يتمتع سوى بـ 90 في المئة من طاقته.وأوضحت مديرة المهمة في وكالة الفضاء الأوروبية سانتا مارتينيز في بيان أن هذا المستوى “أقل من الحد الأدنى من الطاقة المطلوبة لإدخاله في مدار عطارد في كانون الأول 2025”.

ومذّاك، عمل المهندسون على تعديل مسار “بيبي كولومبو” لتمكينه من دخول مدار عطارد مع القليل من التأخير، وتحديدا في تشرين الثاني 2026. وبناء على ذلك، عبر المسبار المزدوج خلال ليل الأربعاء إلى الخميس على بعد نحو 160 كيلومترا من سطح عطارد، أي أقرب بنحو 35 كيلومترا مما كان مقرراً أساساً.

ويثير عطارد أقل قدر من الاهتمام في مجال الاستكشاف بين النجوم الصخرية الأربعة في النظام الشمسي التي تشمل أيضا الأرض والمريخ والزهرة. ولا يعود ذلك فقط إلى صعوبة الوصول إليه.

فهذا الكوكب الذي كان المسبار “مارينر 10” عام 1974 أول مركبة تحلّق فوقه، ويتميز بمشهد قمري لم يُثر اهتمام العامة ولا الباحثين، إذ أظهروا افتتانا أكبر بالمريخ وبما كان يُعتقَد أنه قنوات مائيَّة عليه، أو بكوكب الزهرة، “توأم” الأرض.