ما طرق التخلص من الارهاب ؟

آراء 2019/06/18
...

وجدان عبدالعزيز

بات من المتعارف عليه أنّ الإرهاب لاهدف له ولادين له، وانّه لا يلتزم بقانون ويخالف كل ما يحترم الإنسانيّة والأديان، كما أنّه يفتقر إلى الأهداف المشتركة بين الجهات المتطرّفة، وعرفه القانون الجنائي على انه أيّ عمل أوفعل يُلحق العنف بالأفراد، ويسلب نعمة الأمن والأمان من الحياة المجتمعيّة في بلد ما، وخلق أجواء من التوتر والخوف، ويكون هدفه سياسيّاً والإساءة لطائفة دينيّة معينة، أويكون الهدف أيديولوجيّاً، ويلحق الضرر بحياة الأفراد، ومنشآتهم وتُعتبر أعمال العنف هذه انتهاكات حربيّة غير مشروعة، وتفرض هذه الجماعات الإرهابيّة قوانين خاصة بها تكون إجراميّة، وتنتهج تكتيكات مماثلة، ولذا لجأت بعض الدول إلى شنّ حرب على الإرهاب للقضاء عليه والتخلّص منه، وذلك من خلال الحملات العسكريّة والاقتصاديّة، وحتى الإعلامية، وتسعى هذه الحرب إلى التخلّص من خطر الإرهاب على المدنيين، والدول التي تدعم وتموّل الإرهاب، لكن هل يكفي هذا؟؟ من المؤكد ان هذا لايكفي!!، فبرغم من اجماع الباحثين الاجتماعيين على عدم التجانس الاجتماعي العظيم بين الإرهابيين والمتطرفين عامة، فإنه لايمكن إنكار وجود أسباب اجتماعية تمثل عوامل خطر اجتماعية، وقد تؤدي بأفراد أي مجتمع إلى التطرف دينيًا، بغض النظر عن الدين أوالمذهب الذي ينتمون إليه، أوالمجتمع، الذي يوجدون فيه، ولكن بالرغم من ذلك تبقى عوامل خطر، ولا يمكن القطع أن من يتعرض لها سيصبح إرهابيًا، فمثلا المشاكل والضغوط الاجتماعية، ولاسيما فان الإنسان المعاصر، اصبح يعاني من كثرة المواقف الضاغطة المستمرة عبر مراحل حياته، التي يمر بها في الدراسة، ثم الزواج والعمل، والتي يفرضها عليه المجتمع..نجد ان هذه الضغوط تزداد مع تدهور أوضاع التعليم والأوضاع الاقتصادية فيها، كما تسهم الظروف، التي قد تقتضي من الإنسان الانتقال إلى مجتمع آخر، تختلف قيمه وعاداته وأعرافه، مع تلك المناظرة في مجتمعه، ويكون عليه التكيف والتأقلم معها، في زيادة حجم الضغوط الاجتماعية عند البعض، وبطبيعة الحال هذه الضغوط تسبب لهذا الانسان الاجهاد العصبي، كما تؤدي إلى بعض الأمراض النفسية، كالقلق والعدوانية أوالانطوائية، وغيرها، وقد تصيبه كذلك بعض الأمراض العضوية، مثل ارتفاع ضغط الدم وقرحة المعدة والقولون العصبي من تأثير ضغوط الحياة ومشاكلها المتزايدة، وهنا تستفحل الامور حتى تصل الى داهية التطرف الفكري!، ليؤدي بالمتطرف الى تحويل مشاكله الاجتماعية لقضايا عامة، كي يخفف الضغط على نفسه، ولابد من التفريق بين المتطرف والمواطن الايجابي، فالاخير يحب وطنه ويعترف بمشكلات مجتمعه، لكنه لا يرى جانبه الأسود فقط، وفوق ذلك يسعى لتجاوز تلك المشكلات والمساعدة على حلها، لكن المتطرف يكره مجتمعه ويرفضه كليةً، متصورًا أن حل مشاكله تكون بإحلاله بمجتمع بديل ينتمي لعصور مضت!.. ومسارات من هذا القبيل كيف علاجها؟ كما نوهنا محاولة تنمية الجانب الاقتصادي وجعل شعار المجتمع العمل والانتاج مع دفع وتائر التعليم نحو التطور، ثم تنمية الوعي الوطني والمجتمعي باتجاه التعاون والتسامح والتعايش السلمي، وبالتالي تكوين هوية وطنية واضحة الملامح بعيدة كل البعد من الفئوية والطائفية والقومية العنصرية، ورفع شعار الدين لله والوطن للجميع، وكذا تنمية المبدأ الديمقراطي..الحقوق والواجبات..كي نرفع الغبن عن الجميع.