إميلي بيرن
ترجمة: شيماء ميران
يأتي الكتاب الثاني في مجموعة «جيومانسر» للكاتبة البريطانية « كيران ميلوود هارغريف» The Storm and the Sea Hawk- العاصفة وصقر البحر”، عن فتاة تبحث عن ملكة الذئاب. نُشرت لـ “هارغريف”، عندما كانت تبلغ 26 عاماً، روايتها الأولى “فتاة الحبر والنجوم” عام 2016، وفازت بجائزة “كتاب ووترستون”، وتم ترشيح كتبها التسعة اللاحقة لنيل ميدالية “كارنيجي” ثلاث مرات. أما بالنسبة للقرّاء الذين لم يطلعوا بعد على أعمال “هارغريف” فإنَّ سلسلة الخيال الممتعة للغاية “الجيومانسر” ستكون مكاناً جيداً للبدء.
تروي القصص مغامرات “يزولدا”، الفتاة الصغيرة التي تتعرّض حياتها في قرية “غلاو وود” للتهديد من قبل ملكة الذئاب الغامضة التي تريد الاستيلاء على سحر المملكة لتحقيق غاياتها. يختطف فرسان الملكة في الجزء الأول وبرعاية ملكة الذئاب “هاري” شقيقة “يزولدا”، ومع طرح رواية “العاصفة وصقر البحر” تبقى هاري أسيرة والحرب غير المعلنة مؤكدة، إذ تهدّد الملكة بتهديد المملكة “بذور مزروعة منذ قرون، سنوات النجوم: نمت في بطون أسماك القرش وعيون البوم، في قلوب الحكام الذين لم تكن لديهم المعدة ولا الرؤية ولا القلب لما يجب عليهم أن يفعلوه”.
ورغم كل الأبيات الشعرية، لكنَّ “هارغريف” نادراً ما تمنح بطلاتها الراحة”. فيبدأ الكتاب باستيقاظ “يزولدا” لتجد نفسها على ظهر ذئب يسبح في البحر وهي ممسكة بابنة ملكة الذئاب بإحكام، يرافقها صقر البحر “نارا” الذي يزقزق على كتفيها و”سامي” أحد خدام الملكة الهاربين، والذي يشكو أموراً عدة رغم معايير الخيال العالية بعد أن أصيب في قتال بين ملكة الذئاب والمحاربين الموالين لمنافسها “ثين بوريال” الوحشي، وكاد يموت محروقاً في غابة العالم الأخير، ناهيك عن الإرهاق في بلاط ملكة الذئاب. فهل سيتمكن هو و”يزولدا” من أن يثقا بابنة الملكة “إييرا” وينجحا بالوصول إلى براري “دراكن بيك” وتحرير “هاري” وإنقاذ المملكة؟.
تحمل رواية “العاصفة وصقر البحر” رسالة بيئية واضحة، إذ تواجه المناظر الطبيعية التي تخيلتها “هارغريف” مدمرة بسبب مناخها: “تسقط الطيور من السماء. تحرق الغابات نفسها. تنسحب المحيطات، فتُبتلع المدن. ترتفع المحيطات، مكونة جزراً من التلال”. لكن “هارغريف” كاتبة مبدعة للغاية إذ لا تجعل مثل هذه الموضوعات تطغى عليها السمة العصرية فحسب، كما هي الحال مع رواياتها السابقة، فهي ترسم كل شخصية بحدة، وتكشف حبكة معقدة بأسلوب واضح ومذهل. لا أحد يستطيع تلخيص كتاباتها بشكل أفضل مما فعلت “هارغريف” نفسها: “أهدف إلى أن يكون نثري متوازناً بين الغنائية والوتيرة.. وأميل إلى الاختصار، وهو ما يناسب كتب الأطفال على وجه الخصوص. أستمتع بالوصول إلى النقطة، واستخدام لغة غير عادية للوصول إليها”. وهذه الرواية الساحرة تُظهر هذه الصيغة في أفضل حالاتها.
عن صحيفة التلغراف