تهديدات صهيونيَّة بحرب مفتوحة على لبنان

قضايا عربية ودولية 2024/09/10
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط

عادت لهجة تهديدات الكيان الصهيوني ضدَّ لبنان للتصاعد مرةً أخرى؛ بعد تصريح رئيس حكومة الحرب الصهيونيَّة بنيامين نتانياهو، بإصدار تعليماته للجيش الصهيوني بالاستعداد لتغيير الوضع في الشمال على الحدود مع لبنان، يأتي ذلك في ضوء سياسة حكومة اليمين المتطرف التي تدفع الكيان الصهيوني ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام إلى حافة الانفجار.
وبرغم حالة الاستياء العامة التي تعم الشارع في الكيان الصهيوني إزاء سياسة نتانياهو وائتلافه اليميني وإمعانهم في اللعب على حافة الهاوية، فإنَّ تصريحات المسؤولين الصهاينة تصاعدت خلال اليومين الأخيرين بالاستعداد لحرب في الشمال حيث حدود لبنان، الأمر الذي من شأنه دحرجة المواجهة المفتوحة مع حزب الله لحرب شاملة.
ويبدو أنَّ الخيار العسكري لتأمين عودة نازحي المستوطنات الشمالية؛ بات هو الأقرب للمستوى السياسي والعسكري في الكيان الصهيوني كما يشير إلى ذلك مراقبون، وتصر تل أبيب على إبعاد حزب الله أكثر من 10 كيلومترات عن الحدود اللبنانية- الفلسطينية؛ كما طلب ذلك الموفد الأميركي آموس هوكشتاين من لبنان في وقت سابق، وهو الأمر الذي قوبل برفض لبناني، وتأسيسًا على ذلك تشير حكومة الحرب الصهيونية إلى أنها لن توقف حربها مع الحزب حتى لو تحققت الهدنة في غزة؛ مالم ينسحب الحزب عن الحدود وفق المسافة المذكورة، وإزاء ذلك أكدت أوساط دبلوماسية نقلتها صحافة لبنانية أنَّ "التهديدات الصهيونية الأخيرة بعملية عسكرية وشيكة في لبنان، تدخل في إطار التهويل الإعلامي عليه لا أكثر". في الأثناء تواصل التصعيد الميداني في جنوب لبنان، حيث استهدفت مدفعية جيش الاحتلال بلدة كفركلا، صباح أمس، بعدد من قذائف الهاون، ودوّت على الجانب الآخر صفّارات الإنذار في مستوطنات المنارة وكريات شمونة وسهل الحولة في الجليل الأعلى بعد إطلاق صواريخ عدة.
بينما أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة اللبناني، التابع لوزارة الصحة العامة، أنَّ "حصيلة الغارة التي شنّها العدو الصهيوني على بلدة خربة سلم، أدت إلى 6 إصابات"، في حين تعرضت الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة كفرشوبا في منطقة العرقوب قضاء حاصبيا، لقصف مدفعي صهيوني، حيث تضررت بعض المنازل في المنطقة.
من جانبه، أعلن "حزب الله" في بيان، استهداف موقع "معيان باروخ" ‏بالأسلحة الصّاروخيّة؛ وأصابته إصابةً مباشرة، كما أعلن الحزب في بيان آخر، أنَّ ‏مجاهديه شنوا هجومًا جويًا بأسراب من المسيرات ‏الانقضاضية على "مربض الزاعورة" مستهدفاً منصات القبة الحديدية وأماكن تموضع واستقرار ضباط ‏وجنود العدو وأصابهم بشكل مباشر وأوقعهم بين قتيل وجريح.
في غضون ذلك أشار المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة اللبنانية، فارس الجميّل، إلى أنَّ "الأولوية لدى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي التصدي لتمادي العدوان الصهيوني بعد استهداف آليات الدفاع المدني"، ووجه الجميّل تحية إلى "الجنوب الصامد وعزّى بشهداء الدفاع المدني"، مشددا على أنَّ "هذا الموضوع الأبرز في اللقاءات السياسية، لأنَّ العدوان تجاوز الحدود، ولم يعد يعطي أي اعتبار لأي قانون، وسيضع رئيس الحكومة المسؤولين الأمميين أمام مسؤولياتهم غدا خلال اجتماعه مع سفراء مجلس الأمن، خصوصاً أنَّ لبنان دائماً ما يتجه إلى مجلس الأمن ويقدم الشكاوى".