قصائد في علبة مذهبّة الحافات

ثقافة 2024/09/11
...

1 - عمل يومي


أُلقي جسدي وحقيبةَ أوراقي

في حافلةٍ تركض في غيم العالم

عمرٌ يتساقط خلفي أجزاءً، 

يتساقطُ ساحاتٍ ومواقفَ سياراتٍ

ومخازنَ مقفلةً وزوايا باعةَ إفطارٍ فقراءْ

حتى أنزلَ، 

ألقى ناساً بوجوهٍ صفْرٍ منتفخات،

سبقوني للمبنى.

سنعودُ مساءً عودةَ أسرى – 

العالمُ ذكرى!

2 - ساعة سيئة للكتابة


ظل العالمُ للعالمِ – ها أني الآن بزاويتي

وجهي لفراغ الله

ويدي من ضجرٍ أو من فوضى الكلمات،

تسقط فوق الورقة.

أو تلصقُ بالحنك كما لا تدري أين تكونْ.

لم أرَ، لم أتذكرْ، لم أكتب شيئاً 

العالَمُ قفْرٌ وأمامي ورقة.

كفّي انفتحت للريح

ويدي يدُ شحّاذٍ ترجو شفقة!

3 - حياة


راقدٌ وأفكرُ: بدءَ غدٍ أُوقفُ الكدْحَ، 

ابتهلُ الهدْأَةَ الناعمة.

ولكنْ “غداً” كانَ ألقى بقائمةٍ تحت رأسي، 

يا صباحَ الجحيمِ

بايٍّ سابدأُ من هذه القائمة؟

4 - جمال خالد


في القاعة

تجلسُ مفردةً

تتغاوى سيقانٌ، 

تتلامعُ أصواتٌ وموائدْ

وهي بجلستها ساكنةٌ

غيرَ شحوبِ لجمالِ خالدْ.

5 - بائعة الزهور


قفّتْ كما دجاجةٍ مثلوجةٍ،

تنظر للطريقْ:

الحافلاتُ راكضاتٌ

والطريق ميّتٌ ولا أحدْ

فمن يجيءُ للزهور؟

6 - بدء شتاء


العالمُ خالٍ، لا قِشّةَ تعبر فيه.

ملتصقاً بالبابِ بقيتْ

خوفاً مما يأتي..

7 - سؤال الغراب


الأوراق 

تتناثر، 

الساقية الدفّاقة جفّتْ

وغراب يسألني 

نحن وحيدان هنا، ماذا نفعل؟

8 - وأنا انتظر الوحي


البابُ، كما هو في وقفتِهِ

والزيتونةُ في سكْتتها المكتئبة

والأُمُّ، النخلةُ، تقبعُ في قبّتها

لا تدري كم ظلَّ ليلتقطوا التمرَ ويمضي الموسمْ.

وأنا أجلسُ تلك الجِلْسةِ كالبومْ

انتظر اللهْ

يُلقي كلماتٍ اكتبُها، 

أو يسخرُ مني، يطردُني من هذي اللعبه!

9 - جذعُ نخلةٍ في بستان


الجذعُ المطروحُ وحيداً في البستانْ

تتجمّعُ حوله أرواحُ الأشجارِ الميْتَةِ في الليلْ

تطردُ عنه الوحشه

بتراتيلْ !

10 - إلغاء  


مثلما اختلطت كلماتي بلغو المحرّكِ،

واختلطت حسرتي بالدخانِ،

أنا في الزحام 

وبيتي بعض المكانِ.

هكذا ياعذاب الحياة

هكذا ياعذاب المعاني

ساعةً تسأل النفسُ عمّا لهذي الحياةِ 

وعمّا لها،

أرفع الرأسَ، تلك هنالك في آخر الحقلِ

تفّاحةٌ مُزهرة

والرياحُ تهبُّ على الحقلِ تكنسُ القش

تكوّمُهُ حولها. 

هكذا يا عذاب الحياة

هكذا يا عذابَ المعاني.

11 - ربما عن الأشجار


قلتُ وراء جدار الموت حياة

قلتُ أرى أطرافَ غصونِ-

لا تحسُنُ في الضيق ظنوني-

لكنَّ الشجرَ الأخضرَ يدعوني.

هو غابٌ ميْتٌ غطّتهُ وحولٌ

ما زالت شجراتٌ فيه 

واقفةً 

تحملُ 

خضرتها

لا تدري ما تفعلُ في الماء الأسودِ والطينِ.. 

12 - المصنع


خلعوا من دثاراتهم ما يخصُّ النهارْ،

رقدوا،

وانتهتْ حجَرٌ مطفآتٌ

بأجسادِ مستنزَفين عراةْ.


المدينةُ تجهلُ مَن عصَرَتهم مفاصلُها

ومَن انزلقوا للبيوت وراء العماراتِ

أو سقطوا في الزوايا.


المدينةُ برّاقةٌ 

تتساطع أضواؤها ومخازنُها والمرايا،

المدينةُ تصنعُ ليلَ نهارٍ ضحايا!