بغداد: نوارة محمد
بدا انطلاق فعاليات معرض بغداد الدولي للكتاب هذا العام مغايراً تماماً عن الدورات السابقة، فالتنظيم جاء مميزاً، فضلاً عن التفاعل الجماهيري الكبير وارتفاع مستويات البيع والاهتمام الواضح بالندوات والنشاطات المرافقة. ومن بين ما يمكن رصده كظاهرة جميلة الإقبال الأسري على المعرض وحضور عدد كبير من الأطفال المنبهرين بجماليات
الكتب.
مدير المعرض أزهر عبد الوهاب الراضي قال لـ "الصباح" إن: معرض بغداد الدولي للكتاب في دورته الـ 25 التي بدأت فعالياتها من تاريخ 12 أيلول إلى 22 أيلول تحت شعار "العراق يقرأ"، حظي برعاية دولة رئيس الوزراء الذي أسهم بتذليل الكثير من
العقبات.
وأضاف: افتتح المعرض من قبل وزير الثقافة أحمد فكاك البدراني بحضور 24 دولة مشاركة وأكثر من 500 دار نشر أصالة ووكالة، وحظي المعرض بحضور جماهيري مميز منذ أول أيامه، ما دفعنا إلى التفكير بإضافات تجعل من هذا المعرض في الدورات المقبلة العنوان الأبرز لمدينة بغداد
وتاريخها العريق. بيّن الراضي أن: هناك إقبالاً واسعاً وكبيراً من قبل طلبة الثانوية والجامعات، بالإضافة إلى المبادرة التي أطلقناها في الدورة 23 من معرض بغداد الدولي "مبادرة اقرأ" والهدف منها
دعم القراء من خلال توزيع قسائم شرائية وكوبونات بقيمة 25 ألف دينار تمنح إلى الجمهور بشكل مباشر ويتم من خلالها اقتناء
الكتب.
وبشأن أهمية معرض الكتاب الذي ينظمه اتحاد الناشرين العراقيين يقول قاسم سعودي: تكتسب هذه المعارض أهميتها، كونها تتيح فرصة للتبادل الثقافي، فضلاً عما توفره للطبقة العامة من الناس من فرصة لاقتناء الكتب من الدور العربية والعالمية التي لا تتوفر إلا في معارض الكتب
الكبيرة.
من جهته أشاد المحامي حسين سعدون بالفعاليات الثقافية المرافقة لأيام المعرض، وقال: الفعاليات الأدبية والأنشطة الأخرى تبقى الشيء الذي يميز هذه الدورة من معرض بغداد للكتاب، وهو ما يجعله نافذة للوافدين وسوقاً ثقافية لإشباع غايات مختلفة، سواء ما كان منها معرفياً أو ثقافياً أو ترفيهياً.
الاهتمام الذي بان على الجمهور خطوة تُحسب لإدارة المعرض، ففي أيام قليلة وجدنا أنفسنا محوراً لحديث الإعلام الدولي، وهو ما يجعل امتيازات وجودنا الثقافي محط أنظار المشهد الثقافي العربي ومسعى الملايين من السياح والمهتمين لزيارة بلادنا. فالاهتمام بالثقافة والفنون الإبداعية يسلط الضوء بشكل واسع على المتغيرات الكثيرة في
العراق.
أما صاحب دار قناديل الدكتور حسين مايع، فقال: تحمل معارض الكتب رسائل إلى العالم مفادها أن البلاد تعيش حياة طبيعية جداً وأن أبناء العراق ينعمون بحياة آمنة
ومستقرة.
وتابع: المواطنون يسعون إلى إشباع رغباتهم في ارتياد المعرض والتبضع من مضامينه المعرفية المختلفة، ولدور النشر أهميتها في استعادة ثقة القارئ العراقي الذي يواصل دأبه المعهود بالإطلاع ومتابعة ما تصدره تلك الدور من زاد ثقافي لا يستغنى عنه، على الرغم من وسائل الاتصال الحديثة التي تريد أن تزيح الكتاب من بين يدي قارئه جانباً وتحتل مكانه لكن الإقبال الجماهيري على المعرض يدل على عكس
ذلك.