كيفَ يهتمُّ الجيلُ الجديدُ بالمحافل الثقافيَّة؟

ثقافة 2024/09/19
...

 بغداد: محمد إسماعيل

 نوارة محمد 

 تصوير: كرم الأعسم

يحلم الروائي والطبيب النفسي المصري د. عماد رشاد رشوان، بكتابة رواية الكترونية، صرّح بذلك خلال مشاركته في البرنامج الثقافي للدورة الخامسة والعشرين من معرض بغداد الدولي للكتاب المقامة حاليّاً على أرض معرض بغداد الدولي، لغاية الأحد 22 أيلول الحالي، تحت شعار "العراق يقرأ".وقال رشوان لـ "الصباح" إن "حلمي إنجاز رواية الكترونية، انسياقاً مع السائد، على الرغم من عدم قناعتي بالقراءة الالكترونية".

مؤكداً أنّ "علم النفس الذي وظفته في رواياتي، ينطلق من أساطير سرديّة تحولت إلى مصطلحات علميّة، مثل عقدة أوديب.. تعلّق الولد بأمه، ونظيرتها عقدة ألكترا.. تعلّق البنت بأبيها، تتسرّب إلى رواياتي من 

دون قصد".

وأضاف: شخصياً، تأثّرت بوالدي، وهو صانع القانون، فعندما أشعر بقدر من الغيرة ناحية الأم، أقلّد هذا الرجل.. الذي هو أبي، وآخذ طبائعه، لافتاً إلى أن الشعور ذاته يتكرر عند المرأة، فهي الأخرى تتولد لديها مشاعر متناقضة إزاء الأم، تتلخص في الحب والتنافس معاً، وتحلّ الإشكال عندما تتشبه بها.

وتابع د. عماد: لقد استفدت من الحالات المرضية التي عالجتها شخصيّاً.. لقد غيّروا شيئاً بداخلي، لكن لم أستلهم قصصهم مباشرة؛ بهدف الحفاظ على الخصوصيَّة، منوهاً: لو وجد كاتب روايات بالعمق الذي كتب به ديستوفسكي، سيستلهم علماء النفس مصطلحات ومدارس ومعالجات منهم، كما فعل فرويد بالاستقاء من روايات ديستوفسكي.

ويشير إلى أن معرض بغداد الدولي للكتاب بدورته الخامسة والعشرين، يتضافر مع معطيات أربع وعشرين دورة مضت.. أسست تقليداً ثقافياً راسخاً، بين الدول العربيّة والإقليميّة.


مغالطاتٌ تاريخيَّة 

وضمن البرنامج الثقافي المنعقد في إطار فعاليات معرض بغداد الدولي للكتاب عقدت ندوة المغربي إدريس هاني قال فيها: إنَّ محمد عابد الجابري، لم يعد آخر صيحة، لأنّه كلاسيكي تجاوزته الطروحات الحديثة والمفاهيم والمقاربات، مؤكداً أن "منهجه لم يكن فلسفياً خالصاً، إنما مشروع إيديولوجيا تنفضح مغالطاته التاريخيّة بمجرد إخضاعها لقراءة نقديَّة".

وأضاف: ظهر مفهوم المثقف على حادثة معروفة في أوروبا، هي قضية درافوس، وبرز دور المثقف من صيحة إميل زولا، عندما قال "إني أتهم" ويعني إتهام السلطة، وكما قال سارتر إن "المثقف يحشر أنفه في ما لا يعرف، والسلطة لا تحشر أنفها في ما يعنيها"، مواصلاً أنّ "جمال المعرض يأتي من كونه 

عراقيّاً".


كتاب الأغاني

وقد تجول الفنان سعدون جابر، بين أجنحة معرض بغداد الدولي للكتاب، ومن حوله المعجبون العراقيون والعرب.. صوروا معه وصوروه وهو يقتني كتباً باللغتين العربية والإنكليزية لقراءتها. وقال جابر لـ "الصباح": على كل إنسان الإحاطة بشؤون الحياة في ميادينها من حوله، والفنان يتحمّل وزراً مضاعفاً لأنّه قدوة للمجتمع، مؤكداً أنَّ "المعرض منظم، يضفي مستوى نوعياً مضافاً إلى الدورات السابقة، فهو يحمل نكهة ربع قرن، تعاقبت على ارتياده أجيال متعاقبة".


نقرأ لنحيا

مرح صبايا في حدائق معرض بغداد الدولي للكتاب، بعث شعوراً جميلاً بالأبوة لجيل قارئ. أصغر من الشباب وأكبر من المراهقة، ينضحن عفة وجمالاً وتفاؤلاً وفهماً مبكراً للحياة، يحملن شارة "مشروع نقرأ لنحيا" الذي عرفته رئيستهن المعنويَّة فاطمة طارق بأنّه "قراءة دينيّة، ونحن نوفر كتباً في مباراة شهريّة، نتسابق من يقرأ أكبر عدد من الكتب، ويقدم ملخصاً بها، يناقشه في طاولة مستديرة للعصف الذهني، يتلقى في نهايتها مكافأة وشهادة تقديريّة"، مؤكدة أن "المشروع يتوسّع منذ تأسيسه الذي مضى عليه أربع سنوات وما زال يتربّص بإقبال البنات عليه".

وأضافت أنّ "نهاية كل عام نقيم حفل تخرج"، لافتة إلى أننا نجدد مكتبتنا باقتناء الكتب من المعرض.. وأن هذا المشروع منبثق عن العتبة العلويَّة بإشراف الشيخ محمد اليعقوبي والعلويَّة صفية الجيزاني، ومقره داخل العتبة.

ونوّهت الرئيسة إلى أن عدد الأعضاء مفتوح، يتوزع بين سبع عشرة مجموعة، بواقع خمس وعشرين عضوة في المجموعة الواحدة. وتابعت: يستعير العضو كتاباً إلى البيت بضمن سقف زمني معلوم، بعدها يُعيد الكتاب 

والملخص. وأشارت إلى أنّنا استفدنا من معرض الكتاب للإطلاع على أحدث الإصدارات التي كانت بأسعار مشجّعة.