د. طه جزاع
نبَّهنا الصديق د. احسان الحيدري الذي يدير بحيوية مجموعة المَجمَع الفلسفي العربي، إلى وجود كتاب بعنوان "المثقفون الغربيون وأحداث غزّة .. قراءات في مواقف الانتلجونسيا الغربية من القضيَّة الفلسطينيَّة" ضمن جناح دار الكتب العلمية في المعرض الدولي للكتاب المقام حالياً على أرض معرض بغداد. وأرى أنَّ من الضروري لكل مثقف ومفكر عربي أن يطلَّع على هذا الكتاب – الوثيقة الذي أشرف عليه ونسقه الباحث المغربي ادريس هاني وقدمت له د. بثينة شعبان، لكي يعرف كيف ينظر الغرب إلى قضايانا من خلال توثيق عدد من المفكرين والباحثين العرب لمواقف نخبة الفكر الغربي في هذه المرحلة العصيبة. وقبل أن أحصل على نسخة من هذا الكتاب لأعرف كم كان موقف تلك النخبة الغربية متلكئاً تجاه أحداث غزّة وعموم الكفاح الفلسطينيّ، فإني على يقين بأن صفحات الكتاب توثق لنا مواقف محبطة لمفكري الغرب وفلاسفتهم الذين يميلون غالباً إلى تبني الدعاية الصهيونية القائمة على أن الكيان إنما يدافع عن وجوده بقتل إرهابيين قاموا بالاعتداء عليه، وبذلك تسوغ للغرب المتحضر قيامها بحرب الإبادة في غزّة وقتل آلاف الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى والمدنيين تحت هذه الذريعة الخديعة. وإلّا كيف نفسر موقف مفكر وعالم اجتماع ألماني بحجم يورجين هابرماس البالغ من العمر 95 عاماً، وهو يدافع عن المجازر الإسرائيلية المرتكبة في غزّة، ويعتقد بأنّ الروح الديمقراطية لألمانيا ترتبط بثقافة تعتبر الحياة اليهودية، وحق الكيان الصهيوني في الوجود عنصرين أساسيين يستحقان حماية خاصة. هذا الذي يُعدُّ ممثل الجيل الثالث لمدرسة فرانكفورت الفلسفية النقدية، ويطلق عليه البعض تسمية ضمير ألمانيا الحديثة ! .