يعد نقص الحديد أو اليود أو فيتامين “ب 12” من أكثر النواقص الغذائية الشائعة لدى الأشخاص الناتجة أساسا عن نقص التغذية الذي من شأنه أن يؤدي إلى العديد من
المشاكل الصحية.
وقالت الكاتبة سونيا فرنانديز في تقريرها الذي نشرته صحيفة “الكونفدنسيال” الإسبانية إنّ أبقراط أعظم الأطباء في العصر اليوناني كان مقتنعا بأن مفتاح الصحة يكمن في الحفاظ على نظام غذائي متنوع ومتوازن، وقد انتقلت هذه الفكرة إلى العصر الذي نعيش فيه وأصبحت شعارا حقيقيا للتغذية على الرغم من أننا لسنا على استعداد لتطبيقها.
ويعد سوء التغذية إحدى أكبر مشاكل القرن الـ21، وعند الحديث عن سوء التغذية فإننا نعني الهزال والتقزم ونقص الوزن، إلى جانب اختلالات الفيتامينات أو المعادن.
وأيضا زيادة الوزن هي نوع من سوء التغذية، فلولا أن النظام الغذائي للشخص غير صحي لما أصيب بها عموما.
وبيّنت الكاتبة أن المعلومات تبدو متناقضة، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أننا نعيش في مجتمع يضع تحت تصرفنا مجموعة لا حصر لها من المنتجات ويسهل الوصول إلى المختصين والمعلومات الغذائية الكاملة.
لكن لسائل أن يسأل: لماذا نعاني من سوء التغذية؟ وفقا لمنظمة الصحة العالمية “أدى إنتاج الأطعمة المصنعة والتوسع الحضري السريع والتغيرات في أنماط الحياة إلى تغيير في عادات
الأكل”.
وفي الوقت الراهن يستهلك الناس المزيد من الأطعمة عالية السعرات الحرارية والدهون والسكريات الحرة
والملح.
في المقابل، لا يتناول الأشخاص ما يكفي من الفواكه والخضراوات والألياف الغذائية مثل الحبوب الكاملة.
وهنا تعرف على أكثر النواقص الغذائية
شيوعا:
الحديد
بحسب منظمة الصحة العالمية، يعاني نحو 33 % من النساء في سن الإنجاب و42 % من الأطفال من نقص الحديد الذي يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم، وهو أحد أكثر اضطرابات الأكل انتشارا في العالم.
وعموما، يعد هذا الأمر مثيرا للقلق إذا أخذنا بعين الاعتبار أن هذا المعدن يتدخل في العديد من عمليات التمثيل الغذائي، مثل تشكيل
الهيموغلوبين .
وعلاوة على ذلك، يؤدي نقص الحديد إلى ظهور أعراض، مثل ألم في الصدر وضعف أو صعوبة في التنفس.
في المقابل، يمكن معالجة هذه المشكلة من خلال تناول الأطعمة الغنيّة بهذا المعدن، خاصة اللحوم الحمراء والدواجن والخضار الورقيّة الخضراء والحبوب والمأكولات البحرية والبازلاء والفواكه المجففة.
فيتامين “أ “
هذا الفيتامين مهم للعديد من العمليات الجسدية الحيوية للجسم، مثل الحفاظ على الجلد والأغشية المخاطية
ونمو الخلايا.
وعلى الرغم من أهميته فإنّ هناك نقصا حادا في استهلاكه، خاصة لدى الذكور، إذ تكاد النسبة في إسبانيا تصل إلى 80 %.
وفي هذه الحالة، يكون الغذاء هو البديل الأكثر صحة، خاصة ذلك المشتق من الثروة الحيوانية، مثل زيت السمك والسلمون ومنتجات الألبان والبيض والحبوب الكاملة والخضار الورقية الخضراء الداكنة والفواكه، مثل المانجو
أو البطيخ.
اليود
تحذر منظمة الصحة العالمية من أن نحو 50 مليون شخص في العالم يُعانون من نقص هذا المعدن.
يشار إلى أن هذه المعلومات تثير القلق، لأنّ هذه العناصر تسهم في تشكيل الغدة الدرقية وتطوير الجهاز العصبي والدماغ.
في المقابل، يؤدي نقص اليود إلى تضخم أو قصور الغدة الدرقيّة، وإذا كانت المرأة حاملا فإنّه يصبح أكثر أهمية، باعتبار أن انخفاض مستوى هذا المعدن يمكن أن يؤدي إلى تدهور الوظيفة العقلية وظهور العيوب الخلقية والتأخر في النمو والتطور النفسي
للجنين.
لذلك، يمكن رفع مستويات هذا المعدن بواسطة الطعام، مثل تناول المنتجات البحرية، كالطحالب وسمك القد والهامور والمحار، إلى جانب الحبوب والخضراوات مثل السبانخ أو الفاصوليا الخضراء، أو الفواكه مثل العنب البري
والفراولة.
فيتامين “د”
أكدت الكاتبة أن هذا الفيتامين ضروري لامتصاص الكالسيوم ولتشكيل العظام وتعزيز
صحتها. وعلى الرغم من أن التعرّض لأشعة الشمس يعزز وجود هذا الفيتامين فإنّ ذلك لا يعد كافيا، لذلك يجب أن نلجأ إلى الطعام كبديل مثالي، وذلك من خلال استهلاك الأسماك ومنتجات الألبان والبيض والأغذية المدعمة بهذا
الفيتامين.
فيتامين “ب 12”
يعرف كذلك باسم الكوبالامين، إذ يتدخل إما في أداء الجهاز العصبي والدماغ أو في عملية التمثيل الغذائي للكربوهيدرات والأحماض
الدهنيّة. ويوجد هذا الفيتامين بشكل أساسي في الأطعمة ذات الأصل الحيواني، لذلك يعد الأشخاص الذين يتبعون الوجبات النباتية أكثر عرضة لنقص هذا الفيتامين. ومع ذلك، يواجه الكثير من الأشخاص انخفاضا حادا في مستوى هذا
الفيتامين.
ووفقا لما أكدته المكتبة الوطنية للطب، يحتاج هذا الفيتامين إلى المساعدة من قبل “بروتين خاص يُسمّى العامل الداخلي الذي تفرزه الخلايا الموجودة في المعدة”.