كيف نفعّل القطاع السياحي في العراق ؟
بغداد: حسين ثغب
طيلة السنوات الماضية لم يستفد العراق من آلاف المواقع الدينيَّة والأثريَّة والترفيهيَّة المنتشرة في عموم المحافظات، إذ لم يرفد القطاع السياحي الموازنات العامة بأيِّ أموال تذكر.
وسط ذلك دعا خبراء في الشأن الاقتصادي إلى تنظيم القطاع السياحي، وذلك لانفراد البلاد عن سواها من دول العالم بامتلاكها جميع أنواع السياحة، مطالبين بالانفتاح نحو الشركات المختصة.
المختص بالشأن السياحي حسن السعدون بيَّن في حديث لـ “الصباح” أنَّ العراق ينفرد عن سواه من دول العالم في القطاع السياحي بامتلاكه جميع أنواع السياحة وفي مختلف مناطق البلاد، ومن هنا فنحن نمتلك عنصر جذب بشري فريد من نوعه، غير أنَّ مثل هذا الأمر يحتاج إلى استراتيجية دقيقة تنظم قطاع السياحة وتمنح كل مفصل الاهتمام المطلوب.
وأضاف السعدون أنَّ امتلاك البلاد السياحة الدينية والحضارية “الأثرية” والترفيهية والطبية، يحتم عليها العمل على إيجاد الآليات التي تنهض بالقطاع السياحي وتذهب به إلى تحقيق منفعة حقيقية ومستدامة وتحقق تعدداً فعلياً للإيرادات المالية للبلاد، إذ تملك البلاد 7 حضارات مثلت الأساس لتنظيم الحياة البشرية من خلال القوانين والضوابط التي نظمت الحياة قبل آلاف السنين، فضلاً عن السياحة الدينية التي بات أمرها معلوماً للجميع، وكذلك السياحة العلاجية في مدينة الموصل والتي يقصدها الآلاف سنوياً رغم عدم الاهتمام، فيما تنتشر مواقع السياحة الترفيهية من الجنوب إلى أقصى الشمال.
المختص بالشأن السياحي محمد علي قال: إنَّ تنظيم العمل السياحي في العراق يبدأ من الداخل، من خلال عدم السماح للشركات غير المجازة بالعمل وإرباك آليات تنظيم هذا القطاع حتى يكون منطلقاً حقيقياً لتنمية مستدامة في العراق، مستفيدين من امتلاك العراق مقومات التنمية الحقيقية التي ننشدها.
ولفت علي إلى أنَّ تفعيل القطاع السياحي في العراق يتطلب الانفتاح صوب الشركات العالمية المتخصصة بالشأن السياحي وعمل شراكات عمل قانونية تحقق المنفعة للعراق ودول العالم، لاسيما أنَّ العراق يمتلك مواقع سياحية تهم مليارات البشر حول العالم.
وكان المختص في الشأن الاقتصادي المهندس هادي هنداس بيَّن ضرورة العمل على استثمار القطاع السياحي لدعم الموازنة العامة للدولة.
وقال في حديث لـ “الصباح” إنَّ البلد يملك الكثير من المواقع السياحية في مختلف المفاصل التي لم يتم استثمارها بالشكل الأمثل، ومنها بعيدة عن الاستثمار بشكل كامل رغم امتلاكها عناصر الجذب السياحي.
وأضاف أنَّ البلد يمتاز بامتلاكه جميع أنواع السياحة وهذا ما لم يتوفر في أي من بلدان العالم، حيث تتوفر في البلد السياحة الدينية على نطاق واسع وكبير والتي يقصدها الزائرون من أغلب وجهات العالم، فضلاً عن السياحة الأثرية وحضارة بلاد الرافدين التي يمكن أن تستقطب السياح العالميين، بالإضافة إلى السياحة الترفيهية التي تمتد من الجنوب إلى الشمال ومن الشرق إلى الغرب، وكذلك السياحة الطبيعية التي تعالج أمراضاً عدة.
ولفت هنداس إلى الحاجة لاستراتيجية فعالة تنظم القطاع السياحي الذي يعد نفطاً دائماً غير قابل للنضوب.