علي حمود الحسن
تمتعت كثيرا بقراءة كتاب " عماد حمدي.. فتى الشاشة الأول" لحسن حداد، الصادر ضمن سلسلة الكتب الالكترونية، التي ينشرها موقع "سينماتك" الذي يشرف عليه حداد، احتوى الكتاب مقدمة كتبها المؤلف جاء فيها: "وجدت من اللائق لأي متتبع لتاريخ هذه السينما، وجوب الوقوف طويلاً عند تجربة الفنان عماد حمدي.. فهو أحد الأبطال الذين قامت على أكتافهم السينما المصرية، وهو فتى الشاشة الوسيم والهادئ، الذي سحر فتيات الشاشة العربية والجمهور العربي على السواء"، بعدها تتبع بداية الفنان الذي ولد في سوهاج عام 1915 مع توأمه عبد الرحمن، الذي لازمه وتشابه معه في كل شيء، الا الاهتمامات، إذ أكملا الابتدائية والمتوسطة والجامعة في القاهرة، ولم تفرقهما سوى الوظيفة، حيث التحق عماد حمدي بوظيفة "باش كاتب" في أحد المستشفيات، يومئذ كانت لعماد تجارب في مسرح عبد الوارث عسر، ثم انتقل إلى استوديو مصر محاسبا ثم مديرا للإنتاج، وسنحت له الفرصة لتقديم أفلام ارشادية لوزارة الصحة، مع المخرج جمال مذكور، اختاره كمال التلمساني بطلا لفيلمه الرائد "السوق السوداء"، فأصاب حمدي شهرة، على رغم من فشل الفيلم وتهافت عليه المخرجون، لا سيما أولئك الذي يخوضون تجاربهم الأولى؛ منهم: صلاح أبو سيف في "رد قلبي"، وهنري بركات في " نجوى"، وقتها كان حمدي قلقا لأن الفيلم تراجيديٌّ والجمهور يريد الكوميديا، الا أن الفيلم نجح إلى حد ان سيارات الإسعاف، كانت تقف أمام صالة السينما التي يعرض فيها، لنقل النساء المغمى
عليهن.
الوقور حتى في عشقه، تزوج من الفنانة فتحية شريف عام 1946 التي تفانت من أجله، وأنجبت له بكره نادر، وضحت بفنها من أجل سعادته، لكنه طلقها وتزوج شادية بعد علاقة حب عاصفة، لم يستمر الزواج طويلا فتطلقا.. أُغرم بالوجه الجديد الصبية نادية الجندي، فتزوجها وسط انتقاد الجميع، أنتج لها أفلاما واشترى لها شقة فارهة، لكنها استحوذت على أمواله والشقة، فخرج من حياتها كسيرا، وعلى الرغم من الشيب الذي غطى شعره، الا أن المخرجين أصروا على تقديمه بأدوار الفتى الأول.
وشارك حمدي في أعمال مسرحية وسينمائية وتلفزيونية، وكاد ان يفقد بصره في أواخر أيامه.. استدعاه عاطف الطيب في فيلمه " سواق الأوتوبيس".. ومن أبرز أفلامه (أم العروسة، وميرامار، ثرثرة فوق النيل، وأبي فوق الشجرة، والمذنبون، وسونيا والمجنون، وأسياد وعبيد).
وتضمن الكتاب الذي ضم بين دفتيه "بروفايل" للفنان وفيلموغرافيا وصورا أرَّخت لحياته الحافلة، فضلا عن مقالات لنقاد عرب أسهموا في اثراء الكتاب منهم: احمد عبد الشكور، وعلاء المفرجي، وأمير العمري، وناهد صلاح.
فجع حمدي بوفاة توأمه عبد الرحمن في العام 1984، فانتابته كآبة وقنوط ليلحق بأخيه بعد مرور ثلاثة أشهر، لتنتهي حياة حافلة لفنان بالإنجازات والاحباطات أيضا.