ما أن تسلط الشمس أشعتها على رؤوس مساكين هذا الشعب ، وتنذرهم بقدوم أيام “ طباخات الرطب “ حتى تغير معها الكثير من أمزجة وتحركات ومواقف الناس ، وهذا الأمر نفسه تحدثه أشعتها في العملية السياسية العراقية ، حتى أن شخصاً مثلي يطلب تغييراً سريعاً وملموساً في حال هذا البلد أو مساكينه، اتمنى مخلصاً أن تستمر حرارة الصيف لثلاث سنوات دفعة واحدة ، حيث من شأنها أن تجعلنا نشهد حراكاً سياسياً لا ينقطع مثل ماراثون اللقاءات في بيوت القادة والزعماء .
منذ تشكيل حكومة السيد عادل عبد المهدي وتقديمه برنامجاً للعمل وصف بأنه برنامج شامل وواقعي وأحد من جميع الذين صوتوا لصالحه في جلسة منحه وحكومته الثقة لم ينبس ببنت شفة ضد حكومة السيد عبد المهدي ، هذه الحكومة التي جاهرت اغلب الكتل والأحزاب السياسية بأنها أعطت للسيد الرئيس الفرصة باختيار اسماء الوزراء دونما تدخل منها رغم انهم يعتبرون هذه الوزارات هي “ استحقاقهم الانتخابي “ ، جاهرت الكتل بهذا وعملت من تحت الطاولة الى ايصال اسماء بعينها لاشغال بعض الوزارات ووقفت علناً ضد تولي اسماء بعينها لمناصب أخرى ، حكومة السيد عبد المهدي لم تزل غير مكتملة ، وكل هذا بفضل الجميع ، عام تقريباً قد مضى وما زلنا نلعب لعبة “ الشرطة والحرامية “ في موضوع مرشحي الوزارات الشاغرة في كابينة السيد عبد المهدي الحكومية ، رئيس الوزراء يقول ان الموضوع متعلق بتوافق الكتل السياسية فيما بينها لتمرير مرشحي هذا الوزارات ، والكتل السياسية ترد عليه ذلك مطالبةً اياه بأن يعلن عن اسماء الاحزاب والكتل التي تعرقل تمرير
وزرائه !!
“ طباخات الرطب “ التي جعلت الشارع العراقي يغلي من جديد كعادتها في كل صيف ، بعض الاخبار تداولت ان محافظات جنوبية تعاني من 12 ساعة قطع في الكهرباء وبعضها الآخر يصل الى 20 ساعة في اليوم ، عكس ما صرح به السيد الوزير قبل موسم الصيف في انه سيشهد ارتفاعا بساعات تجهيز الكهرباء ، اليوم تختلف الاعذار حول هذا الاخفاق المتجدد ، فبعد ان كنا نتمنى ان ترتفع انتاجية الطاقة لتسد حاجة البلد واجهنا هذا الموسم مشكلة جديدة اسمها التوزيع والشبكات المتهالكة وما الى غيرها ، ولكن أقبح تلك التبريرات هي “ ان الوزارة تعاني من تركة ثقيلة خلفها النظام الصدامي المباد “ !! ولكن ولله الحمد فقد أخذنا وعداً بأن شهر تشرين الأول “ العاشر “ ستكون الكهرباء فيه افضل ، شهر العاشر حيث لا “ سبلت “ ولا “ كيزر “ !!.
في ظل هذه الاوضاع المتأزمة والتي تستشعرها مجسات الاحزاب الماسكة بالسلطة التي لا تتوانى في البحث عن مصالحها طيلة العام ومحاولة الحصول على اكبر قدر ممكن من المناصب والحصص وحين تسوء الاوضاع وتبدو الحكومة التي تشكلت بجهودهم ورعايتهم انها في وقت عصيب وهي تواجه غلياناً في الشارع ، فيبدأ التخلي السريع عبر اسماء واصناف شتى للمعارضة ، هذا الخيار الذي طالما صدعوا به رؤوسنا قبل تشكيل الحكومة متوعدين بالذهاب اليه في حال لم تتشكل حكومة وفق ما وعدوا به ناخبيهم ، المعارضة في حال تشكلت الحكومة على اساس المحاصصة الطائفية ، فوافق الجميع على المشاركة فيها ، من دون أن نفهم معنى المشاركة هذه .
اعتقد ان الجميع يعلم ان السيد عادل عبد المهدي شكل حكومته بفضلهم ، فهو غير المدعوم من كتلة قوية في البرلمان لتدافع عنه وحكومته فستنهار حال ارادت الكتل ذلك ، من دون ان يحتاج الموضوع الى كل تلك الزوبعة الفارغة التي يراد منها ان تتبرأ تلك الكتل من جمهورها عن عدم انجاز أي شيء
يذكر !!!