صواريخ حزب الله تدكُّ حيفا

قضايا عربية ودولية 2024/09/23
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 


في أول عملية من نوعها منذ اشتعال جبهة لبنان الجنوبية مع فلسطين المحتلة، في الثامن من تشرين الأول من العام الماضي، دكَّ حزب الله صباح أمس الأحد شمال ‏مدينة حيفا، بعشرات الصّواريخ؛ في ردٍ أولي على ما ارتكبه جيش الكيان الصهيوني من ‌‏(مجزرة البايجر وأجهزة اللاسلكي)، بينما أفاد المتحدّث باسم جيش الاحتلال الصهيوني أفيخاي أدرعي بأنّ "حزب الله أطلق نحو 115 تهديدًا جوّيًّا نحو مناطق في الشمال".

رشقات الصواريخ التي أطلقها حزب الله، بدأت بعد منتصف ليلة السبت على الأحد، لتتكثف عند الساعة الخامسة فجر يوم أمس الأحد، وبمعدل خمس رشقات جاءت بعد ليلة ساخنة جدًا، شهدت كثافة غارات الطيران الحربي الصهيوني على مناطق مختلفة من جنوب لبنان. ضربات الحزب الصاروخية جاءت على شكل استهدافات مركزة، ووصلت مديات هي الأبعد في عمق الأراضي المحتلة، حيث طالت بنيرانها حيفا لأول مرة بعد 18 عامًا من قصفها في حرب تموز عام 2006، اذ فشلت وسائل الدفاع الإسرائيلية في التصدي لصواريخ الحزب؛ التي كانت من طراز "فادي" والتي تصل مدياتها لأكثر من 100 كيلو متر.

هذه الضربة الصاروخية التي وجهها الحزب، جاءت بعد أيام من استهداف العدو الإسرائيلي لمنظومتي القيادة والسيطرة لحزب الله، المتمثلة في شبكة الاتصالات، ومنظومة القيادة، التي تمثلت في اغتيال القائد الجهادي الكبير إبراهيم عقيل ورفاقه الآخرين، إذ جاءت هذه الضربة الصاروخية وبهذا الزخم؛ لتثبت للكيان المحتل أن الحزب استوعب الصدمة، وهو يتمتع بجهوزية عالية لمراكمة ضرباته في العمق المعادي، فضلًا عن استمرار عملياته اليومية لإسناد غزة.

وقد شكل مشهد صواريخ الحزب؛ وهي تنهمر على قاعدة "رامات ديفيد" الجوية في الشمال، صدمة في الأوساط الشعبية والإعلامية في تل أبيب، في حين عمت مظاهر الابتهاج في الضاحية الجنوبية لبيروت بعملية (الانتقام لدماء الشهداء)، كما عبروا عن ذلك، وقاعدة "رامات ديفيد" هي إحدى أبرز القواعد العسكرية الحيوية للكيان الصهيوني، وكان قد زارها قبل أيام وزير الحرب للكيان وأطلق منها تهديداته ضد لبنان، وهي تقع في منطقة سهل مرج بن عامر (سهل زرعين) في شمال فلسطين المحتلة.

وكان حزب الله قد أعلن في بيان له أمس الأحد، أنّه "دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصّامد في قطاع غزة، وإسنادًا لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشّريفة، وفي ردٍّ أوّلي على ‏المجزرة الوحشيّة الّتي ارتكبها العدو الإسرائيلي في مختلف المناطق اللّبنانيّة يومَي الثّلاثاء والأربعاء ‌‏(مجزرة البايجر وأجهزة اللاسلكي)، قامت المقاومة الإسلاميّة بِقصف مُجمّعات الصّناعات العسكريّة ‏لشركة (رفائيل) المتخصّصة بالوسائل والتّجهيزات الإلكترونيّة، والواقعة في منطقة زوفولون شمال ‏مدينة حيفا، بعشرات الصّواريخ من نوع (فادي 1) و(فادي 2) والـ(كاتيوشا)؛ وذلك عند السّاعة 6:30 من ‏صباح يوم الأحد".

 كما أعلن حزب الله في بيان آخر أنه "قامت المقاومة الإسلاميّة للمرّة الثّانية (أمس) الأحد، باستهداف قاعدة ومطار رامات ديفيد بعشرات من الصّواريخ من نوع (فادي 1) و(فادي 2)، وذلك ردًّا على الاعتداءات الإسرائيليّة المتكرّرة الّتي استهدفت مختلف المناطق اللّبنانيّة؛ والّتي أدّت إلى سقوط العديد من الشّهداء المدنيّين".

بدوره، أفاد المتحدّث باسم جيش الاحتلال الصهوني أفيخاي أدرعي بأنّ "حزب الله أطلق نحو 115 تهديدًا جوّيًّا نحو المناطق المدنيّة في الشمال"، في وقت هرعت فيه سيارات الإسعاف لنقل العديد من الإصابات إلى المشافي، بينما نقلت مقاطع فيديو تداولتها منصات إسرائيلية ولبنانية مشاهد الحرائق؛ التي اشتعلت في المباني، والعجلات، وحالة الذعر التي دبت في صفوف 

المستوطنين.

إلى ذلك، حذرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان أمس الأحد، من "أن المنطقة تقترب من كارثة وشيكة"، وقالت المنسقة الأممية جينين هينيس - بلاسخارت على منصة "X": "مع اقتراب المنطقة من كارثة وشيكة، لا يمكن التشديد بما يكفي على أنه لا يوجد حل عسكري من شأنه أن يوفر الأمان لأي طرف".

بالمقابل، نفذ طيران العدو الصهيوني صباح أمس الأحد غارات متعددة طالت مختلف مناطق الجنوب اللبناني، واستهدفت الغارات المعادية صباح أمس وحتى ساعة كتابة هذا التقرير بلدات حدودية، ومناطق حرجية في الجنوب، والبقاع الغربي.

هذا وصدر بيان عن وزارة الصحة اللبنانية يفيد بأن غارة للعدو الإسرائيلي على بلدة عيترون أدت إلى استشهاد شخص، وإصابة شخص آخر بجروح، في هذه الأثناء أفاد بيان آخر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، يؤكد تحديث حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي الذي استهدف منطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية قبل ثلاثة أيام، إذ ارتفع عدد الشهداء إلى 45 شخصًا.