عبد الجبار الدراجي.. أغانيه لا تطويها السنين

ثقافة 2024/09/25
...

 كاظم لازم


أصيب العندليب الاسمر عبد الحليم حافظ بالدهشة والاعجاب، وهو يستمع لصوت مطرب عراقي وهو يؤدي أغنية جميلة في إحدى الحفلات، التي أقيمت في دمشق العام 1967 لينتظره بعد انتهاء الحفل ويحضنه ويقبل رأسه إعجابًا بصوته، لتكتب الصحف السورية صباح اليوم الثاني عبارات حملت عنوان "الحليم يقبل الفن 

العراقي". 

المطرب والملحن والشاعر عبد الجبار الدراجي المولود العام 1936 في منطقة الكرخ سوق حمادة شعر بالخوف والخجل، وهو يقف أمام لجنة الاختبار في الإذاعة 1959 بعدما أخبره أعضاء اللجنة المؤلفة من اساتذة الموسيقى جميل بشير، وروحي الخماش، وجميل سليم بأنه لا يعرف المقامات ولا قراءة النوتة الموسيقية ليتم قبوله في الاذاعة، بعد ما اجتمعوا على حلاوة صوته وتنوع أدائه، ليبدأ رحلته الغنائية مع اغنيته الشهيرة " تانيني صحت عمي يا جمال"، وهي من كلماته والحانه، ليغني بعدها " ماريد المايردوني "، واغنية "علمتني شلون احبك"، واغنية " شكل للناس لوعنك يسألوني"، اضافة إلى الاغنية الشهيرة " خي لا تسد الباب " التي كتبها الدراجي ولحنها الملحن الكبير رضا علي وغنتها المطربة فائزة احمد، والمحطة الاكثر تألقا في تجربته الغنائية عندما لحن اغنية " نازل ياقطار الشوق " التي كتبها الشاعر حامد العبيدي، والتي غناها المطرب اسماعيل شبانة شقيق المطرب عبد الحليم حافظ، ليؤديها بعد ذلك بصوته، اضافة إلى المطرب الريفي عبد الزهرة مناتي، ليرددها الكثير من المطربين والى الان. 

كما كان للدراجي فضل كبير على المطرب الريفي عبد الصاحب شراد، الذي لحن له اغنية " تطلع شمس وتغيب" كما قام بتلحين اغنية " يا يمه انطيني الدربيل"، التي غنتها المطربة عفيفة 

اسكندر. 

عبد الجبار الدراجي الذي لم يدخل في حياته معهدا أو اكاديمية للموسيقى تميزت أغانيه التي كتبها ولحنها وأداها بصوته بالشجن والتطريب والجمال والانتشار السريع، ليشكل ظاهرة صوتية أضيفت إلى مطربي العراق الكبار امثال ناظم الغزالي وداخل حسن وحضيري ابو عزيز.. وغيرهم. 

الدراجي الذي استوحى من الغناء الريفي رؤيته الجنوبية ليلبسها ربطة عنق، كما قال له احد الصحفيين العام 2013 من خلال الحفل الذي اقامه اتحاد الادباء والكتاب في العراق، والذي احتفى بمسيرة ورحلة عبد الجبار الدراجي 

الغنائية. 

المطرب يوسف الربيعي قال عنه " لقد كان للدراجي حضور متميز في المشهد الغنائي طول اكثر من نصف قرن، فلصوته وألحانه بصمة مميزة، بعدما استوحى من الجنوب عطر وروح الريف ليضيف اليها، الروح البغدادية". 

المطرب الريفي مالك البابلي قال عنه " لقد غنيت في الكثير من الحفلات أغاني الدراجي، وكان الجمهور متفاعل مع كلماته والحانه، فقد حفر في ذاكرة المستمعين ألحانه وأغانيه، التي لا تنسى على الرغم من مر 

السنين".