حزب الله يقصف المطارات العسكريَّة الصهيونيَّة ردّاً على العدوان
بيروت: جبار عودة الخطاط
برغم كثافة النار التي صبَّها طيران الكيان الصهيوني الحربي على جنوب لبنان، وبقاعه بمختلف مناطقه؛ فضلاً عن الضاحية الجنوبيَّة لبيروت، أكّد حزب الله استمرار عملياته العسكريَّة، إذ قصف صباح أمس الثلاثاء قاعدة ومطار "رامات ديفيد" بصلية من صواريخ "فادي"، بينما شدَّد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على أنه "يجب ألّا نسمح بأن يصبح لبنان غزّة أخرى على أيدي إسرائيل".
ولليوم الثاني على التوالي واصل الطيران الحربي الصهيوني غاراته على جنوب لبنان مستهدفاً إقليم التفاح ومنطقة الحوش في صور، طير دبا، وطورا، وأنصار والبيسارية، كما أنه أغار على دفعتين مستهدفاً أطراف بلدة معروب وأطراف بلدتي معركة وباريش. وشنَّ غارة بين بلدتي الحميري وطيرفلسيه، بينما شنّت الطائرات الإسرائيلية غارات استهدفت بلدتي النبي شيت وبوداي وشعت في البقاع فضلاً عن استهداف بعلبك ودورس.
بدوره، أعلن حزب الله، في بيان، أنه "دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزّة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعاً عن لبنان وشعبه، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية مطار مجيدو العسكري غرب العفولة بصليات من صواريخ فادي 1 وفادي 2"، كما أعلن الحزب في بيان آخر "قصف قاعدة ومطار رامات ديفيد بصلية من صواريخ فادي 2". وفي بيان لاحق، أكد حزب الله أنَّ "مجاهدي المقاومة الإسلامية قصفوا للمرة الثانية مطار مجيدو العسكري غرب العفولة بصلية من صواريخ فادي 2"، في حين، أفادت إذاعة جيش الاحتلال، بـ"قصف كثيف على كريات شمونة بنحو 50 صاروخاً من لبنان"، مشيرةً إلى "أضرار في المباني".
في السياق، أعلن وزير الصّحة العامّة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، أنَّ "الحصيلة المحدّثة للاعتداءات الإسرائيليّة على لبنان التي بدأت (أمس الأول الاثنين)، بلغت 558 شهيداً بينهم 50 طفلاً و94 امرأة، و1835 جريحاً، وهذا ينافي كلّ الكذب الذي قاله العدو إنّه كان يستهدف قوّات مقاتلة". مضيفاً، "بالنسبة إلى الاستهداف الذي حصل الأسبوع الماضي في الضّاحية الجنوبيّة لبيروت، فالحصيلة هي 55 شهيداً بينهم 7 أطفال، و66 جريحاً، وهناك عدد من الأشلاء التي تقوم القوى الأمنيّة بإجراء الفحوصات اللّازمة للتّعرّف على هويّة أصحابها".
إلى ذلك، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أنَّ "الضربات الإسرائيلية المكثفة على لبنان هي أزمة إنسانية تخاطر بإشعال الصراع في المنطقة"، وحذر قائلا: "يجب ألّا نسمح بأن يصبح لبنان غزّة أخرى على أيدي إسرائيل"، وأضاف الرئيس الإيراني: "لا يستطيع حزب الله أن يفعل ذلك بمفرده. لا يمكن لحزب الله أن يقف بمفرده أمام دولة تدافع عنها وتدعمها وتغذيها الدول الغربية والدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية".
بدوره، أشار رئيس الحزب التقدمي السابق وليد جنبلاط إلى أنني "لست أدري إذا ما كان الوضع سيأخذنا إلى الحرب البريّة لكنّنا دخلنا في الحرب الشاملة وأخشى سيناريو غزّة في لبنان بسبب العقليّة التي تسود الإسرائيليين"، وتابع جنبلاط أننا "لم نعط ذرائع للصهاينة لشنّ الحرب لأنّنا احترمنا قواعد الاشتباك وزيارة هوكشتاين (المبعوث الأميركي) كانت بمثابة عمليّة تخدير تصبّ في مصلحة الكيان المحتل"، مؤكداً أنَّ "الإدارة الأميركيّة شريكة في جرائم الصهاينة وهي لم تفعل شيئاً حتّى الآن".
في الأثناء، أعلن المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في بيان أمس الثلاثاء، أنّه "نظرًا للتطوّرات الرّاهنة، قرّر ميقاتي التوجّه إلى نيويورك لإجراء المزيد من الاتصالات، وبالتّالي تمّ إلغاء جلسة مجلس الوزراء الّتي كانت مقرّرة عند الحادية عشرة قبل ظهر أمس".
في غضون ذلك، أعلن مسؤول كبير بالخارجية الأميركية في بيان، أنَّ "أميركا تركز على كسر حلقة الضرب والضرب المضاد بين الكيان المحتل وحزب الله"، لافتاً إلى أننا "نعارض غزواً برياً للبنان ونعمل بجد للوصول إلى حل دبلوماسي"، بحسب زعمه.
وأضاف المسؤول الأميركي أنَّ "التركيز الرئيس لنقاشات وزير الخارجية أنتوني بلينكن مع الحلفاء والشركاء هو إيجاد سبيل لمنع المزيد من التصعيد، وأفكار واشنطن تعكس مناقشاتها التي أجرتها مع الكيان الصهيوني".