وضوح الموقف

الأولى 2024/09/26
...

 كتب: رئيس التحرير

خلال مشاركته في أعمال الجمعيَّة العامَّة للأمم المتحدة بنيويورك، حرص رئيس الوزراء محمّد شياع السوداني في كلِّ لقاءاته مع قادة الدول على استحضار الأزمة المستعرة في محيطنا الإقليميّ والعدوان الصهيونيّ الذي أصبح عصفور نار يتنقل من منطقة لأخرى، فمن غزّة التي تُباد تحت مرأى ومسمع العالم إلى جنوب لبنان حيث أشارت تقارير أميركيَّة أمس إلى أنَّ كثافة النار المستخدمة في قصف المدنيين هناك غير مسبوقة في تاريخ الحروب.
صوت العراق وصل إلى العالم خلال زيارة رئيس الوزراء. وبالتزامن معه وصلتْ المساعدات العراقيَّة إلى لبنان ووصل معها الموقف الدينيّ والشعبيّ والرسميّ الناصع، ما دعا رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إلى القول بأنَّ "العراق أول دولة قدَّمت المساعدات لنا" وأنَّ "هذا الموقف استمرار لمواقف العراق التي أعانت لبنان منذ سنوات عدَّة". وتُوِّج الأداء السياسيّ العراقيّ في هذه الأزمة بدعوة عراقيَّة لعقد قمَّة عربيَّة وإسلاميَّة لبحث العدوان الصهيونيّ على لبنان.
الموقف العراقيّ يُحيلنا إلى تساؤل عن سبب غياب أو ضعف المواقف المماثلة له من قبل الدبلوماسيَّة العربيَّة والإسلاميَّة. ولا سيّما أنَّ الرؤى كلّها مجمعة على وقف العدوان ولجم وحشيَّة الكيان، وتتفق في مجملها على أنَّ أيَّ حلّ ممكن يجب أنْ يبدأ من وقف الإبادة في غزّة، فبوقف قتل أهالي غزّة ستتوقف كرة النار عن التدحرج في المنطقة، وهو الأمر الذي عبَّر عنه السوداني أمس خلال مشاركته في قمَّة كونكورديا السنويَّة بقوله إنَّ "معالجة الوضع في غزّة ستمنع توسّع الصراع بالمنطقة".