بغداد/ بيروت: الصباح
سيبقى يوم 28 أيلول يوماً أسود في تاريخ كلِّ الدول الداعمة للكيان الصهيوني المغتصب، سيتذكّر هذا اليوم كلُّ عربيّ ومسلم وإنسان شريف، هذا اليوم الذي امتزجت فيه مشاعر الغضب والحزن لاستشهاد الأمين العامّ لحزب الله اللبنانيّ السيّد حسن نصر الله، نعم أعلن أمس عن استشهاد "سيّد المقاومة"، كما كان يُحبّ كلّ مؤيِّد له من الشرق إلى الغرب أنْ يُلقّبه.
استشهد "سيّد المقاومة"، لكنَّ المقاومة للاحتلال، لمْ تمُتْ، لنْ تتقهقر، ولنْ تتوقف، بل سيبدأ عصر جديد لها، عصر الانتقام من هذا الكيان الغادر.
العراق الذي أعلن الحداد ثلاثة أيّام تأبيناً للشهيد، عبَّر عن مواقفه الغاضبة حكومياً ونيابياً وسياسياً وشعبياً، بينما كانت المرجعيَّة الدينيَّة في مقدّمة من عزّى.
فقد ذكر بيان صادر عن مكتب المرجع الديني الأعلى السيّد علي السيستاني، أنَّ "الشهيد نصر الله قام بدور مميّز في الانتصار على الاحتلال الإسرائيلي بتحرير الأراضي اللبنانيَّة، وساند العراقيين بكلِّ ما تيسَّر له في تحرير بلادهم من الإرهابيين الدواعش".
بدوره، قال رئيس الوزراء محمّد شياع السوداني في بيان له: "ارتقى الأمين العامّ لحزب الله اللبناني سماحة السيّد حسن نصر الله، شهيداً على طريق الحقّ، لينال الحُسنى في الدنيا والآخرة، وسار على نهج الشهداء الأبطال الذين نذروا أنفسهم لقضيَّة مواجهة الاحتلال الغاشم".
وأضاف، "نؤكّد موقف العراق المبدئيّ بالوقوف مع الشعبين الفلسطيني واللبناني".
ووجَّه السوداني وزارة الداخليَّة بالتنسيق مع السفارة اللبنانيَّة في العراق بمنح المواطنين اللبنانيين الراغبين بالمجيء إلى العراق وثائق سفر سريعة للذين لا يمتلكون جوازات سفر.
وكان رئيس الجمهوريَّة عبد اللطيف جمال رشيد، قد قال في بيان له: إنَّ "استشهاد وإصابة المئات من المواطنين في لبنان، يُعدّ تطوراً خطيراً يشكل تهديداً حقيقياً للأمن والاستقرار في المنطقة".
ونعتت الأوساط السياسيَّة والشعبيَّة أمس السبت، الأمين العام لحزب الله اللبناني.
كما قال بيان مشترك لمجلس أمناء ورئاسة شبكة الإعلام العراقي: "نتقدَّم بأحرِّ التعازي وأصدق المواساة باستشهاد سيّد المقاومة وأسدها السيّد حسن نصر الله (طاب ثراه)، إثر قصف صهيوني غادر استهدفه وثلّة من المقاومين في الضاحية الجنوبيَّة لبيروت".
وتابع أنه "بإعلان رئيس الوزراء محمّد شياع السوداني الحداد في عموم البلاد، فإننا في شبكة الإعلام العراقي نُعلن الحداد ثلاثة أيّام في جميع مديريات وأقسام الشبكة بهذا المصاب الجلل".
بدوره، قدَّم المرشد الأعلى للثورة الإسلاميَّة الإيرانيَّة السيّد علي الخامنئي، التعازي باستشهاد الأمين العامّ لحزب الله، معلناً الحداد العام في إيران لمدَّة خمسة أيّام.
واستشهد السيّد حسن نصر الله، جرّاء اعتداء صهيوني آثم على مبانٍ سكنيَّة في الضاحية الجنوبيَّة.
وذكر حزب الله اللبناني في بيان له، أنَّ "سماحة السيّد، سيّد المقاومة، العبد الصالح، انتقل إلى جوار ربِّه ورضوانه شهيداً عظيماً قائداً بطلاً مقداماً شجاعاً حكيماً مستبصراً مؤمناً، ملتحقاً بقافلة شهداء كربلاء النورانيَّة الخالدة في المسيرة الإلهيَّة الإيمانيَّة على خطى الأنبياء والأئمّة الشهداء".
وأكّد البيان أنَّ "قيادة حزب الله تعاهد الشهيد الأسمى والأقدس والأغلى في مسيرتنا المليئة بالتضحيات والشهداء أنْ تواصل جهادها في مواجهة العدوّ إسناداً لغزّة وفلسطين ودفاعاً عن لبنان وشعبه الصامد والشريف".