زهير كاظم عبود
الاحتلال الصهيوني على ممارسة جرائم الاغتيالات كمنهج عمل مستمر، هذه الأفعال الجرمية تطول شخصيات عربية تعتقد انها ستؤثر فعليا في إلغاء فكرة المقاومة من العقل الإسلامي، وغالبا ما تنشر إشاعات يصدقها بعض الموهومين وقليلو الإدراك من أن المقاومين للاحتلال هم عملاء لدول أجنبية، وانهم يتقاضون ثمن مقاومتهم ورفضهم التطبيع مع الكيان الصهيوني.
أعداد القادة والعناصر التابعة للمقاومة لن تنتهي بعملية القصف الصاروخي، الذي قامت به في بيروت، وليس في تمكنها من التوصل لاغتيال الشهيد السيد حسن نصرالله، لأن المنهج لن يتغير، مثلما الوهم الذي يتلبس عقول بعض العرب من أن الكيان يريد السلام، علينا جميعا ان ننظر نظرة وجدانية ونحتكم فيا إلى الضمير، ونستعرض الجرائم والافعال التي قام بها الكيان الصهيوني، منذ الاحتلال وحتي اليوم، والامر لا يختص بالقضية الفلسطينية وحدها، والتاريخ شاهد حي على تلك المواقف، وهذا الكيان الهجين يتبرقع بالدفاع عن النفس، ويمارس دورا قذرا وجرائم يندى لها جبين الإنسانية، مستغلا الدعم غير المحدود له من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، ومستغلا السطوة التي يفرضها على مجلس الامن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وأيضا قرارات المحاكم الدولية، التي يتم الاستخفاف بها ووضعها عرض الحائط
دون عقوبة أو ردع.
واهم من يعتقد ان الاحتلال يقاتل لوحده ودفاعا عن وجوده، وواهم أيضا من يعتقد أن الامر سينتهي بقتل قيادي أو مجموعة قادة من حزب معين أو منظمة معينة، ليس لأن فكرة مقاومة المحتل راسخة في عقول أبناء العرب ممن بقي الشرف والضمير والكرامة في وجدانهم، بل لأن هذا الكيان محكوم من قبل اللوبي الصهيوني، الذي يرتكز على المصالح، ومع تلك المصالح لا يلتقي السلام تحت اية ذريعة أو سبب بل العكس صحيح، وكلنا نعرف ان اللوبي يتحكم في مفاصل عدد من الدول، وعدد من المنظمات الدولية ويسيطر عليها، والمعيار الأساس الذي يهدف اليه اللوبي الصهيوني اشعال الحرائق لإشغال المنطقة وارباك كل معاني الحياة فيها.
واذا كانت القضية الفلسطينية وحق شعب فلسطين في الحياة الحرة والكريمة كأي شعب على وجه الأرض، تقر به الشرائع والمعاهدات الدولية وحقوق الانسان، فهل نعيد إلى الأذهان معاهدات التسوية والسلام التي عقدها بعض العرب مع الكيان، على أساس التمهيد لإقامة دولة فلسطينية، والتي انتهت إلى طريق مظلم ومسدود، فأين انتهت الدولة الفلسطينية المستقلة والحرة؟ وامامنا اليوم الحرب البشعة التي تشنها قوات الاحتلال على شعب غزة بأكمله، بذريعة القضاء على عناصر حماس، وامامنا اليوم البشاعة والوحشية ودرجة الحقد التي نلمسها في القصف الصاروخي والطيران ضد المدنيين في جنوب لبنان
وعلى العاصمة بيروت.
إن حرب الإبادة المنظم الذي تقوم به دولة الكيان تحديا للمشاعر الإنسانية، وتخطيا للمجتمع الدولي واستخفافا بقراراته، علينا اليوم أن نتوحد في موقف مهما كانت افكارنا ومشاعرنا أن نتوحد في أن الكيان الصهيوني لا يمكن تحت اية مقاييس أو أسباب أن يجنح للسلام، وأن تقر بالحقوق
وأن تبتعد عن الهمجية.
سنشيع الشهيد السيد حسن نصر الله، ويقينا لن نختلف أننا نواجه دولة احتلال وكيانا غاصبا ولوبيا صهيونيا خطيرا، ومع كل هذا التوحش يبقى الوهم الصهيوني متلبسا في عقل قيادات دولة الاحتلال، التي لا بد من أن سيكتب الزمن نهايتها.