القدس المحتلة: وكالات
القاهرة: إسراء خليفة
في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار، استأنف الكيان الصهيوني، فجر أمس الثلاثاء، عدوانه على قطاع غزة بسلسلة من الغارات العنيفة أسفرت (لغاية كتابة التقرير مساء أمس) عن 413 شهيداً وأكثر من 562 مصاباً، وفقا لوزارة الصحة في غزة، واعترفت الإدارة الأميركية بأن حكومة المجرم بنيامين نتنياهو أخطرتها ونسقت معها باستئناف العدوان على القطاع.
وأعلن جيش الاحتلال الصهيوني أن 100 طائرة شاركت في استئناف الغارات على قطاع غزة، وقال إن الهجوم سيستمر ما دام ذلك ضروريا وسيتوسع إلى ما هو أبعد من الغارات الجوية.
واستهدفت غارات الاحتلال مواقع مختلفة في القطاع، من بينها مخيم المغازي (وسط) وخان يونس ورفح جنوبا ومخيم جباليا وبيت حانون (شمال)، وذكرت مصادر طبية أن 57 شهيدا وصلوا للمستشفى الأوروبي جراء القصف الصهيوني على رفح، كما استشهد 25 فلسطينيا في قصف لمدرسة التابعين التي تؤوي نازحين في حي الدرج، واستشهدت عائلات بكاملها خلال الغارات التي بدأت في حدود الثالثة من فجر الثلاثاء (بتوقيت بغداد). وأعلن الدفاع المدني في غزة أن طواقمه تواجه صعوبات كبيرة في العمل نتيجة الغارات المتزامنة على مناطق عدة بالقطاع، وقال مدير مستشفى الشفاء في غزة محمد أبو سلمية إنهم عاجزون عن استيعاب الأعداد المتزايدة من المصابين، وأكد نفاد كميات كبيرة من الأدوية والمستهلكات الطبية نتيجة استمرار الحرب والحصار الصهيوني.
من جهته، أكد المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش، أن غزة بحاجة ماسة إلى مستشفيات ميدانية لأن الوضع الصحي كارثي مع خروج 25 من أصل 38 مستشفى من الخدمة.
وحمّلت حركة «حماس»، في بيان رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو «والاحتلال الصهيوني النازي المسؤولية كاملة عن تداعيات العدوان الغادر على غزة»، وأضافت أن نتنياهو وحكومته «اتخذا قرارا بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار معرضين الأسرى الصهاينة في غزة لمصير مجهول»، وطالبت الحركة الوسطاء بـ»تحميل نتنياهو وحكومته المسؤولية الكاملة عن خرق الاتفاق والانقلاب عليه»، داعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لانعقاد عاجل لأخذ قرار يلزم الكيان الصهيوني بوقف عدوانه.
وذكرت مصادر فلسطينية، أن بعض قادة حركة «حماس» استشهدوا بالضربات الصهيونية التي استهدفت قطاع غزة، ومن بينهم أبو عبيدة الجماصي عضو المكتب السياسي في الحركة ورئيس لجنة الطوارئ، بالإضافة إلى مسؤول العمليات الداخلية في غزة العميد بهجت حسن أبو سلطان، وعضو المكتب السياسي لـ»حماس» عصام الدعاليس، ومحمود أبو وطفة، وكيل وزارة الداخلية بغزة. وأعلنت واشنطن، أن الكيان الصهيوني استشار إدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن الغارات على غزة، وذكرت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت أن تل أبيب تشاورت مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غاراتها على قطاع غزة. كما نقلت صحيفة «معاريف» العبرية عن مصادر صهيونية أن تجدد القتال في غزة تم التنسيق فيه مع الإدارة الأميركية، وأن واشنطن وافقت على ذلك. وبحسب مصادر ميدانية، فإن أسيراً صهيونياً – على الأقل – قتل، وأصيب اثنان آخران جراء تجدد الغارات على غزة.
وتوالت التصريحات المنددة بتجدد العدوان الصهيوني على غزة، وطالبت دول عدة بالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار وتوفير الحماية للمدنيين في القطاع.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن صدمته إزاء الغارات الصهيونية على غزة، وذكرت الأمم المتحدة في بيان رسمي عبر موقعها الإلكتروني: أن «الأمين العام للأمم المتحدة يُعرب عن صدمته إزاء الغارات الجوية الصهيونية على غزة، التي أسفرت عن استشهاد عدد كبير من المدنيين»، ودعا غوتيريش إلى «ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار، واستئناف تقديم المساعدات الإنسانية من دون عوائق، والإفراج غير المشروط عن الرهائن المتبقين».
من جهته، وصف وزير خارجية النرويج إسبن بارث، ما يجري حاليا في غزة بـ»الكابوس»، داعياً إلى «وقف القتال فورا حتى يتسنى استئناف المفاوضات بشأن استمرار اتفاق وقف إطلاق النار». وأكدت وزارة الخارجية التركية أن «الهجمات على غزة تظهر أن الكيان الصهيوني انتقل إلى مرحلة جديدة من سياسة الإبادة الجماعية»، داعية المجتمع الدولي إلى مواجهة هذا النهج.
ونددت وزارة الخارجية المصرية بالضربات الصهيونية، وقالت إنها «انتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار وتصعيد خطير ينذر بعواقب وخيمة على استقرار المنطقة»، وطالبت الوزارة جميع الأطراف بـ»ضبط النفس وإتاحة الفرصة للوسطاء لاستكمال الجهود للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار». كما نددت الخارجية الإيرانية باستمرار الكيان الصهيوني في «الإبادة والتطهير العرقي»، وأكدت على المسؤولية المباشرة لواشنطن، ودعت جميع الدول والأمم المتحدة لوقف جرائم الإبادة الجماعية ضد أهل غزة.
وفي إسبانيا، عبر وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس، عن رفض «الموجة الجديدة من العنف التي تستهدف المدنيين» في غزة، وقال: إن «الطريق نحو السلام يكون بوقف دائم لإطلاق النار وإقامة دولة فلسطينية». من جانبها، طالبت الخارجية الصينية باتخاذ خطوات لمنع «كارثة إنسانية» في غزة، وقالت الناطقة باسم الوزارة ماو نينغ: إن «الصين تشعر بقلق بالغ من الوضع الحالي بين الكيان الصهيوني وفلسطين»، داعية طرفي النزاع إلى «تجنب أي أعمال قد تؤدي إلى تصعيد الوضع، ومنع كارثة إنسانية أوسع نطاقا».
المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) فيليب لازاريني، قال: إن «تأجيج الجحيم لن يجلب إلا مزيدا من اليأس والمعاناة» في غزة، وطالب بالعودة إلى وقف إطلاق النار.
وفي حين بدأ الكيان الصهيوني بالحرب على غزة مجدداً؛ دعت وزارة الخارجية المصرية لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة وذلك لتأمين التمويل اللازم لتنفيذ الخطة المصرية، وقامت الوزارة بتقديم عرض مرئي بشأن الخطة بحضور أكثر من 100 سفير أجنبي وممثلي السفارات والمنظمات دولية لإعادة تأهيل القطاع الصحي بقطاع غزة، وذلك بمقر الوزارة.
واستعرض وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطى، أمام الحضور، الخطة المتكاملة لإعادة إعمار قطاع غزة التى وضعتها مصر بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية، مشيرا إلى وجود متطلبات أساسية لنجاح الخطة، وهي تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، وإدارة مرحلة التعافي المبكر وإعادة الإعمار بصورة تضمن الملكية الفلسطينية، والتعامل مع الوضع في القطاع باعتباره جزءاً أصيلاً من الأراضي الفلسطينية.