عبد الهادي مهودر
وصلنا إلى الزمن الذي يُلام فيه المدافع عن أرضه ودينه وماله، في الوقت الذي تحتفل فيه هذه الأمة بمولد نبيها الأكرم، ولم نزل نحفظ حديثه الشريف من مات دون ماله ودون أهله فهو شهيد، وإلى اليوم الذي تأبى فيه الأمة أن تقول للظالم يا ظالم، ولم نزل نحفظ حديثه النبوي الشريف إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودّع منهم، أي تودعهم الله وتركهم لتساوي وجودهم من عدمه، وقد بلغنا مرحلة العدم والضياع وتخطينا زمن بيانات الشجب والاستنكار والتنديد التي كنا نسخر منها وبتنا نتمنى صدورها اليوم كحد أدنى من تحت سقف قمة لايجمع رؤساءها غير سقف قاعة المؤتمر كما قال رئيس عربي سابق، وتجاوزنا مرحلة الحياد والحياء إلى الانحياز التام للعدو سراً وعلانية، ولم يعد الخطاب السياسيّ والإعلامي بحاجة إلى بحث علمي لتحليل مضمونه والاستدلال على المواقف الواضحة، وبعد كل هذا الهوان تنتظر بلدان هذه الأمة يومها التالي لتكسير العصي المتفرقة الواحدة تلو الأخرى وتقف بجناحيها (محور الشر ومحور النعمة) عاجزة عن أخذ حقها ونيل كرامتها، لا بالقوة ولا بالصلح المجاني، لذاك جئتُ بقولي كلها عجبُ.