كتب: رئيس التحرير
التوصّل إلى اتفاق على إنهاء المهمَّة العسكريَّة للتحالف الدوليّ في العراق، هو النهاية الطبيعيَّة المقدّر لها أنْ تحدث، لكنَّ تحققه في هذا الظرف الشائك إقليمياً ودولياً إنجازٌ يُحسب للحكومة العراقيَّة. ففي ظلِّ اشتعال المنطقة بنيران العدوان الإسرائيلي والمجازر التي تُرتكب في غزّة ولبنان، وفي ظلِّ توجّس الجميع من نُذُر وعلامات اتساع رقعة هذه النيران، وتزامناً مع انشغال الإدارة الأميركيَّة بالانتخابات التي أصبحت قريبة جداً. في لحاظ ذلك كلّه يغدو ما أنجزته الحكومة في هذا الصدد إنجازاً تاريخياً وفق ما وصفه باسم العوّادي المتحدّث الرسميّ باسم الحكومة.
وبالفعل فإنَّ قدراً وافراً من الاتزان الدبلوماسي والتخطيط بعيد المدى تمكّنت الحكومة العراقيَّة من تأديته للوصول إلى عتبة هذا الاتفاق الناصّ على إنهاء المهامّ العسكريَّة للتحالف في غضون سنة من الآن.
من يلحظ الأرض التي تحرَّكت بها الدبلوماسيَّة العراقيَّة يجد أنها كانت ملأى بالفخاخ والمعرقلات، ابتداءً من الهاجس الأمنيّ والخوف من ارتدادات الهزّات التي تشهدها المنطقة، وليس انتهاءً بالقلق من إعادة العراق إلى العزلة الدوليَّة سياسياً واقتصادياً، ولا سيّما في هذه المرحلة التي قطع فيها محمّد شياع السوداني وفريق عمله خطوات كبيرة على صعيد تحسين صورة العراق وتمكينه اقتصادياً وترسيخ قوة الحكومة من خلال المنجز الخدميّ الواضح.
الترحيب الكبير الذي لاقته هذه الخطوة يكشف عن ثقة الشعب بأداء الحكومة وعن قدرة القوات المسلحة العراقيَّة بكلِّ صنوفها على حماية الوطن ومواجهة التحديات.