نصر الشهادة

الصفحة الاخيرة 2024/10/01
...

د. علاء هادي الحطاب

لا يليق برجل عرف الجهاد والمقاومة وهو في سن الثامنة عشرة من عمره إلا أن يموت شهيدا، شهيد المقاومة السيد حسن نصر الله لا يستحق أن يموت على فراش الشيخوخة أو المرض، لا يستحق أن يموت ميتة طبيعية، بل استحقاقه الطبيعي أن يموت شهيدا وسط شبابه وقادته من المقاومين في أرض المعركة ووسط مركز عملياتها ضد الكيان الصهيوني. 

شخصية كنصر الله حتما وطن نفسه على الشهادة والقتل كل يوم وكل ساعة بل كل لحظة، لأنه يدرك جيدا بأن الطريق الذي يسير فيه ليس مليئا بالورود، بل ملِيء بالأشواك من اتجاهات عدة، لذا فالرجل كان يطلب الشهادة لا هي من تطلبه وهذه حتمية طبيعية لشخصية ارعبت الكيان الصهيوني واقضت مضاجعهم لاكثر من ثلاثين عاما.  والسؤال الاهم اليوم، هل سينتهي حزب الله كونه فقد رمزه الوطني الشجاع، والجواب وفق المؤشرات أن حزبا منظما لأكثر من أربعين عاما قاد أعظم المواجهات مع الكيان الصهيوني وفقد خلال تلك المسيرة العديد من قادته من الصف الأول بينهم أمينه العام السابق السيد الشهيد عباس الموسوي ومع ذلك استمرت المسيرة، بل عادت عودا أصلب من السابق، هكذا حزب لا ينتهي باستشهاد أمينه العام ورمزه الوطني. 

حزب الله قائم على ايديولوجية المقاومة لا السلطة، كأي حزب آخر في تصنيفات النظم السياسية، قائم على هدف تحرير الأرض ومقاومة المحتل، لذا يولد كل يوم قائد مؤمن بقضيته التي يجدها عادلة وتستحق الشهادة، نعم ربما يضعف الحزب او حتى ينكسر لبرهة من الزمن، لكنه حتما لن ينتهي، وتأريخ الحزب يحدثنا عن ذلك، فضلا عن المؤشرات التي نراها أمامنا اليوم، فعمليات الحزب لا تزال مستمرة وصواريخه ومسيراته لا تزال تدك الكيان الصهيوني، رغم غياب أهم القادة ومنهم امينهم العام، ورغم صعوبة الاتصال والتواصل بينهم، ورغم وشاية المحيطين بهم، ورغم تقدم العدو ومن يقف خلفه من دول كبرى وعظمى وأجهزة استخبارية وتقنية متطورة كثيرة، لكن الحزب لا يزال حتى اللحظة يثبت وجوده الميداني، ذلك الوجود الذي عجزت دول وانظمة كبيرة في المنطقة أن تقوم به في نصرة القضيَّة الفلسطينيَّة وأهالي غزّة.